كشفت البرلمانية «البيجيدي»أمينة ماء العينين تعرضها مع زوجها إلى تحرشات على شكل تهديد بكشف«ملفات أخلاقية» قبل حوالي تسعة أشهر، رن هاتف زوج برلمانية العدالة والتنمية أمينة ماء العينين في ساعة متأخرة من الليل، كان المتصل شخصا مجهولا، لم يكلف نفسه عناء التقديم، ليشرع في نشر ما يعتبره «غسيل العائلة» بدون مقدمات». «أنت فلان زوج فلانة...وتعيشان في...وهي تدعي أنها تحبك ومخلصة، لكنها في الحقيقة تخونك». كان أول رد فعل يصدر عن الزوجين هو «الضحك»، حيث اعتبرا أن الأمر مجرد مزحة «ثقيلة»، وبقيت المكالمة المجهولة موضوع سخرية ليس إلا. أمينة ماء العينين، برلمانية تنتمي إلى حزب العدالة والتنمية قائد الائتلاف الحكومي الحالي، معروفة بمواقفها تجاه العديد من القضايا السياسية والاجتماعية، وهي لا تجد حرجا في التعبير عنها عبر مختلف الوسائل، ضمنها صفحات التواصل الاجتماعي، حيث تعتبر صفحتها الرئيسية على الفايسبوك، من الصفحات النشيطة التي تعرف متابعة كبيرة، غير هذا، لم يرتبط اسمها بأي شيء آخر مثير سياسيا أو إعلاميا. كانت صفحة البرلمانية ماء العينين، أول خصوصيات النائبة التي تم العبث بها، فقد تم اقتحامها، وتحولت إلى صفحة لنفث السموم، ووجدت البرلمانية نفسها مضطرة في أكثر من مرة لأن تكذب ما ينشر عبر صفحتها المقرصنة. تقول «أول ما قامت به هذه الجهات المجهولة، هو إنشاء صفحة على الفايسبوك، مهمتها الوحيدة التقاط ما أكتبه على صفحتي الخاصة، ثم التعليق عليه بأسماء معينة»، مضيفة في اتصال مع «أخبار اليوم»، «كنت مضطرة لتكذيب ما يتم نشره باسمي بحكم أن لا علاقة لي به». إلى حدود الآن، تبدو الأمور عادية...مجرد مناوشات قد يتعرض لها أي شخص، لكن الأمور ستتطور بعد ذلك شيئا فشيئا إلى أن تحولت إلى تهديدات وفضائح وهلم جرا... تقول البرلمانية ماء العينين «بعد الهجومات والمناوشات الفايسبوكية، والتي طالت أيضا بريدي الخاص، صارت الأمور أكثر حدة». وتضيف «قرصنوا إيملي وشرعوا في إرسال رسائل إلى بعض المقربين والمعارف، خصوصا الرجال». مضيفة أن «فحوى الرسائل كان مخجلا، فقد كانوا يقولون لبعض الأشخاص من معارفي أنني أعشقهم وأنني مغرمة بهم، وأخشى أن أعبر عن ذلك !!!». يوما بعد يوم صارت ماء العينين تتلقى اتصالات من معارفها، من الرجال، يخبرونها عن رسائل مضمونها «اعترافات صادمة»، تقول «كان الأمر مخجلا للغاية، وكنت أضطر إلى تعميم تحذيرات عبر الفايسبوك والإيميل بأنه لا علاقة لي بأي رسائل مشبوهة تصل من بريدي الخاص، لأنه يقرصن باستمرار». انتهت المرحلة الأولى من الحرب على الفايس والإيميل، لتنتقل إلى مراحل متقدمة، وهي استهداف البرلمانية عبر زوجها، الذي صار يتلقى بدوره اتصالات مجهولة تطعن في زوجته وتحاول الإيقاع بينهما «بطريقة بليدة جدا»، على حد تعبير البرلمانية. «في البداية لفقوا تهمة ربط علاقة مع زميل في الحزب الذي أنتمي إليه، وبعدها حوّلوا الوجهة إلى شخص آخر مقرب مني ومن عائلتي» تقوق ماء العينين، مضيفة «كانوا يتصلون بزوجي ويخبرونه بأنني على علاقة بهما، مدّعين بأنهم على إطلاع بمجموعة من الحقائق الصادمة». بعد هذه الاتصالات لم يعد الأمر مجرد مزحة ثقيلة، بل صار ورطة أُقحمت فيها العائلة، خصوصا وأن هذه الاتصالات لم تتوقف عند الزوج، بل طالت أيضا الأشخاص الذين يدعي المتصلون بأن البرلمانية على علاقة بهم. بدأت المناوشات تتصاعد، حيث تمت قرصنة بريد الزوج أيضا، وصارت مجموعة من الرسائل باسمه تصل إلى معارف زوجته من الرجال، ويتم تهديدهم. تقول «أرسلوا رسائل باسم زوجي إلى معارفي، يتوعدونهم فيها بالانتقام بدعوى أنهم على علاقة معي، وكانوا يطلبون منهم بالحرف «ابتعدوا عن زوجتي فأنا أعرف أنكم على علاقة بها !!!». كانت حدة المناوشات تشتد ثم تقل...لكنها في الآونة الأخيرة صارت «أكثر شراسة»، على حد تعبير البرلمانية، وأصبح «التهديد بنشر ملفات أخلاقية عنها». تقول ماء العينين «قليلة هي المرات التي اتصلوا فيها بي شخصيا، حيث كانوا يتصلون بزوجي ويقولون له بأنهم سيساعدونه من أجل ضبطي في حالة تلبس، أكثر من ذلك، فقد كانوا يعرفون كل تحركاتي التي يكون زوجي على إطلاع بها مسبقا «. لم تكن برلمانية العدالة والتنمية تفكر في إخراج هذه القضية إلى العلن، مضيفة «كنت أخشى أن اتهم بادعاء البطولة، لكن الأمور صارت أكثر تعقيدا». وأول خطوة قامت بها هي «اللجوء إلى الفريق النيابي لحزبها الذي أصدر بلاغا في الموضوع». كما أنني «عازمة اليوم على تقديم شكاية لدى وكيل الملك، لأن الأمر تجاوز المناوشات إلى التهديد»، تختم ماء العينين.