تروي البرلمانية أمينة ماء العينين عن حزب العدالة والتنمية، ل"فبراير.كوم" أن شكايتها التي تضعها اليوم أمام الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف، وليدة مسلسل من التهديدات التي ارتفعت حدتها في الآونة الأخيرة. عن طبيعة هذه التهديدات، تروي البرلمانية ماء العينين في أول حوار تكشف فيه عن خبايا اتصالات هاتفية ملغومة سبقها قرصنة بريدها الالكتروني وحسابها على الفايسبوك. ما الذي جرى بالضبط؟ وما سر التهديد الذي تعرضت له؟ إنها واقعة معقدة ومتشعبة دوربها وليست وليدة اليوم، وقد يطول شرحها.
كيف؟ هل تقصدين أن التهديد ليس وليد اليوم؟ طبعا، فليست هذه المرة الأولى التي أتعرض فيها لهذا النوع من التهديد، إنه وليد مسلسل طويل من المضايقات والتشويش.. بدأ كل شيء بقرصنة حسابي على الفايسبوك وقبلها قرصنة بريدي الالكتروني، وانتقل إلى مراسلة زوجي باسمي ومحاولة إفهامه أن لدي علاقات عاطفية وجنسية مع رجال متعددين! تارة يقولون له إن زوجتك "ظهرت مع فلان وخرجت مع علان..".. طيب، بما أن القصة قديمة، لماذا لم تكشفي عنها إلا الآن؟ لقد وجدت نفسي أمام أفعال اعتبرتها صبيانية ظلت رهينة عالم افتراضي، فيما بعد أخذوا يتصلون بزوجي هاتفيا، ويهددونه:" عندنا عليها ملف اخلاقي.. إنها تخونك.." وانتقل التهديد من زوجي إلى أصدقائي، الذين طلبوا منهم أن يتدخلوا لإفهامي أنني مهددة، وأن ثمة ملفا أخلاقي ضدي يوجد بين يد جهة معينة! والغريب أن هذا النوع من الأعمال الصبيانية تطور، إلى درجة تكررت معها الجملة التالية:" قولوا لها غادي نربيوها.."!! طبعا، طيلة هاته المرحلة كنت أبلغ فريق حزب العدالة والتنمية الذي أنتمي إليه بطبيعة ما يجري، وقد حرص الأخ بوانو غير ما مرة على أن أتقدم بشكاية في الموضوع، لوضع حد لهذاالنوع من التهديدات، لكن، كان ردي باستمرار، أنه لا داعي لهذه الخطوة، لأنه ثمة من سيعتقد أنني أسعى لخلق بطولة وهمية، وحدث أن تعايشت مع هذا النوع من الأعمال الصبيانية!! ما الذي استجد اذن في قضية تؤكدين أن تفاصيلها ليست وليدة اليوم؟ ما حدث أن وثيرة التهديد ارتفعت في الآونة الأخيرة، كثفوا من تهديداتهم على الجيمايل، اتصلوا بزوجي وعرضوا عليك خدمة، قالوا له إنني في طريقي إلى الدارالبيضاء لقضاء ليلة حمراء رفقة عشيقي، وأنهم يعرضون عليه خدمة مساعدته لضبطي متلبسة، وأنهم مستعدين لتفجير فضيحة أخلاقية عني!! طبعا، لا أخفيك أنني بت أتساءل وأنا في طريقي، ألن يعترضني من يصطحبني إلى مكان ما لفبركة ملف ما. هناك من تساءل إن كان لهذا النوع من التهديدات أية علاقة مع خطابك وانتقادك الأخير للخطاب الملكي، حول التعليم.. هل تعتقدين أن هذا التجليل لها ما يبرره موضوعيا والحالة هاته؟ لا استطيع ان اربط بين تهديدي وبين رأيي الذي عبرت عنه بشأن الخطاب الملكي، ولا يمكنني أن أدعي ذلك، لأنني لا اعرف الجهة أو الجهات التي تهددني، وبالتالي لا أعرف أهدافها. هل لديك ما يثبت هذا النوع من التهديدات؟ بالنسبة للمكالمات ليس لدي أي مكالمة تهديدية، لأنه من عادتي أن لا أرد على المكالمات التي تخفي أرقام أصحابها، أما بالنسبة للتهديدات على حسابي البريدي، فلدي ما يثبت ذلك، بما فيها تللك الايمايلات التي تطالبني بالرد على الهاتف. وبالنسبة لزوجي، فإنه يحتفظ بثلاث أرقام، سبق أن اتصل به أصحابها ليهددوا بفضحي، والغريب أنه لدى الاتصال بها نفاجئ بأنها لم تعد موجودة! فمع تواثر هذا النوع من التهديدات، أخبرت من جديد فريق حزب العدالة والتنمية، الذي أقنعني هذه المرة بوضع شكاية، وهذا ما أستعد له اليوم، حيث أنوي صباح الخميس 29 غشت أن أضع شكاية الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف للتحقيق في هذا النوع من التهديدات التي تعرضت لها. إن هذا النوع من الأفعال الصبيانية مخجل ويحتاج إلى تحقيق جدي، وما كنت لأوليه كثيرا من الاهتمام لولا تواثره وارتفاع حدته، ولولا حرص الحزب الذي أنتمي إليه، على فضح هذا النوع من التهديدات والضغوطات التي أتعرض إليها.