جرام، شاب مغربي، حصل، أخيرا، على جائزة أفضل شخصية للسنة "ماروك ويب أوورد". اشتهر بفيديوهاته الساخرة، التي تعرض على صفحات الفايسبوك فمعظم أنشطته عبارة عن فيديوهات مصورة تعكس واقع المغاربة، والأهم من ذلك أنها تعبر عن مشاكلهم بطريقة ساخرة، أطلق في الأيام القليلة الماضية فيديو تحت عنوان "جولة في المغرب"، يتضمن مناظر من الصحراء المغربية. للتعرف عليه وعلى جديده، كان ل"المغربية" هذا الحوار معه. في البداية، كيف يقدم ياسين جرام نفسه ؟ بكل بساطة، ياسين جرام شاب عربي مغربي دكالي. أعشق التمثيل والكاميرا، هدفي هو إيصال رسالة معينة إلى الناس. أريد أن أكون مرآة تعكس المعاناة التي يعيشها المغربي، ولا أسعى إلى الشهرة، لأن شهرتي "فايسبوكيا" كانت وليدة الصدفة. هل لك تكوين في الميدان الفني؟ يجمعني بالكاميرا والموسيقى حب كبير، وكل ما هو فني، كما أنه ولع، فأنا من عائلة فنية، أبي كان موسيقيا ويكتب كلمات أغاني، وأخي يلحن ويغني، وهو يشبهني إلى حد كبير، أما والدتي فتعارض فكرة دخولي هذا الميدان، لكنني أجد في هذه المعارضة نوعا من التشجيع لي. صراحة، لم أتوقع أن يلقى أول فيديو طرحته على "اليوتوب"، وكان تحت عنوان "علاش المغاربة تيهدرو بالفرونسي"، دلك النجاح، إذ حصل الفيديو على أعلى نسبة من المشاهدة. حصلت أخيرا على جائزة أفضل شخصية لسنة 2011، ماذا أضاف لك ذلك؟ أولا، هي جائزة خاصة ب"ناس الانترنت"، وكنت مرشحا للجائزة إلى جانب أحمد رضا الشامي، وزير التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة، لكنني انتزعت اللقب بفضل تصويت الناس لي. لقد كانت بالنسبة لي جائزة معنوية، توجت مجهوداتي وهي حافز لي لتطوير نفسي، فالجائزة بالدرجة الأولى هي حب الناس. هل ترى أن أشرطتك المصورة يمكن أن تؤثر في الواقع؟ لا يمكن أن أكون مصلحا اجتماعيا أو زعيما، فأنا أعبر من خلال فيديوهاتي عن رأيي الخاص، وأتبادل الأفكار مع كل من يعرفني، أما مسألة التأثير فهي شبه مستحيلة. غايتي أن أوصل أفكاري، فأنا أومن أنه "كون كان كل واحد فينا تيعبر على أفكارو..كون زدنا لقدام"، من الضروري التغلب على الخوف، والتعبير عن رأينا بوضوح وعلانية، وطبعا من عن وعي ومعرفة لا عن جهل. فالإعلام مرب ومعلم رغم ما يعيشه من انفصام للشخصية. كيف تختار أفكار ومواضيع فيديوهاتك، مثل فيديو "مغاربة العالم"؟ فكرة "مغاربة العالم" ولدت من خلال تعاليق الناس على الفيديوهات، التي كنت أطرحها، فأنا دائما أحس أن هناك شيئا ما ناقص، وأنني لا أعبر عن كل اهتمامات الأشخاص، إذ كانت لهم آراء وأفكار يريدون إخراجها إلى العالم الحقيقي بدل الافتراضي. ففكرت في إعطائهم فرصة للتعبير شخصيا عما يريدونه، فأنشأت علبة إلكترونية على "الجيمايل" و"اليوتوب" و"الهوتمايل"، وشرحت للناس الفكرة من خلال فيديو مصور، فانهالت علي المشاركات من كل بقاع العالم. صراحة، كانت مغامرة وتحديا في الآن نفسه، من خلال إيصال أفكارالناس، وهل ستنجح العملية أم لا، إضافة إلى قلب الموازين، فبعد أن كنت أنا الذي يشاهدني الناس في الفيديوهات، قام الناس قاموا بمجهود وصوروا المقاطع، وأرسلوها لي منتظرين مني عرضها. وقمت بعرض جميع ما توصلت به، دون تمييز أو محسوبية، لأنني أحترم كثيرا "الوقت اللي عطاوه ليا الناس". لماذا اخترت موضوع الصحراء المغربية بالتحديد في فيديو "جولة في المغرب"؟ كانت تنتابني رغبة جامحة لزيارة الصحراء، رغم بعد المسافة، فذهبت رفقة صديق لي، فصدمنا من انعدام السياحة الداخلية، إذ لا وجود هناك إلا للسياح الأجانب، و "مالين لبلاد". من عادتي أن أقوم بتصوير كل مكان أحل به، فجاءتني فكرة العمل على إظهار جمال بلادي، وصحرائنا المغربية، وعلى إنعاش السياحة كذلك، فكان الفيديو عبارة عن كليب عن مغامراتي أو ما قمت به رفقة صديقي على إيقاع موسيقى غربية. هل تلقيت عروضا في مجال عالم السينما والتلفزيون؟ الفكرة مطروحة، إذ قمت سابقا بالتحضير لفيلم قصير، لكن المجهود الذي يتطلبه الفيلم القصير مضاعف، كما يتطلب أدوات اشتغال وعدد كبير من الممثلين، كذلك السفر والوقت الكافي، وهذا أفتقده بحكم عملي. إذن سننتظر منك فيلما تلفزيونيا أو سينمائيا قصيرا؟ كما قلت لك، الفكرة واردة، "لكن الوقت ماكاينش"، لأنني أستعد لطرح مفاجأة مهمة سأعلن عنها في الوقت المناسب، لأنها مازالت قيد الإعداد، كما أن هناك أجزاء أخرى من "مغاربة العالم". ما موقفك من الإعلام المغربي؟ شخصيا، أرى أن الإعلام المغربي لا يعكس، ولا يمثل تطلعات مجتمعنا، ولا يمكنني التعميم، لأن هناك استثناءات، لكنها تعد على أصابع اليد الواحدة، فلا يوجد هناك تكافؤ للفرص، لأنه مجال لتنامي ظاهرة المحسوبية و"باك صاحبي"، رغم أن الإعلام هو جزء لا يتجزأ من المجتمع ومن حضارتنا المغربية.