يبدو أن أيام حسن أوريد في السلطة سواء عندما كان ناطقا رسميا باسم القصر أو واليا لجهة مكناس تافيلات كانت حافلة بالعديد من الأحداث الصعبة والقوية التي تحدث عن بعضها عندما حل ضيفا على إذاعة "لوكس راديو" وتحدث عن فترة توليه منصب الناطق الرسمي باسم القصر٫ وكذلك عندما أصبح واليا لجهة مكناس تافيلات، حيث كانت مكناس هي المدينة الكبيرة الوحيدة في المغرب٫ التي كان على رأسها عمدة إسلامي ويتعلق الأمر ببوبكر بلكورة. عن هذه الرحلة يقول أوريد بأنه بعد التحاقه بمنصبه الجديد، وجد مجلسا مجمدا ولا وجود لمشروع واحد في أدراج الولاية، ولا أحد يرغب في التصويت على الحساب الإداري، معترفا بأنه فشل في القضاء على حالة الجمود ٫ ذلك أن مختلف الحساسيات السياسية ظلت متمسكة بمواقفها، لان العمدة لم يكن يتوفر على الأغلبية. أوريد قال خلال حواره بأنه حاول ألا يتصرف كرجل سلطة٫ بل كمثقف٫ لذلك كان يعمل على تأهيل المدينة في المجال السياحي والثقافي فضلا عن الصناعة التقليدية، إضافة إلى مصالحة المواطنين مع مدينتهم، أوريد رفض فكرة تقديمه على أنه معاد للإسلاميين٫ وقال بأنه ما كان ينبغي أن نفعله هو أن "نقول للمواطنين بأن هناك أشياء أخرى وبأن البديل ليس هو الإسلاميين٫ وفيما يخص مدينة مكناس كنت دائما أظن بأن النزعة الإسلاموية هي تعبير عن حالة مرضية". أوريد فسر الحالة المرضية بأنها هي التدبير السيء والحكامة والسيئة، وبأنه كان يحاول أن لا يقع في أي اصطدامات مع الإسلاميين٫ معطيا المثال في ذلك، على أن حزب العدالة والتنمية كان ينوي دعوة يوسف القرضاوي إلى مدينة مكناس لكنه رفض أن تتعبأ إمكانية المدينة لاستقبال القرضاوي. ومن خلال هذه المناصب التي تولاها أوريد داخل أجهزة الدولة خرج بقناعة واحدة٫ وهي أنه "بناء الدولة لم يكتمل بعد"، كما أن أوريد لم يخف أنه توقع صعود الإسلاميين حتى قبل أحداث الربيع العربي٫ وذلك بسبب ضعف التشكيلات السياسية٫ وتراجع عدد من الإيديولوجيات والمرجعيات الحزبية.