أثنى رئيس وزراء فرنسا الأسبق، دومنيك دوفيلبان، على توجه المغرب في البحث عن مصالحه الإقتصادية والديبلوماسية والثقافية، عبر قارته الإفريقية، وذلك في ندوة مساء أمس الخميس، بالرباط. ونبه إلى ضرورة العمل على القوة الناعمة في رعاية مصالح الدول، داعيا في الوقت نفسه إلى حوار متقاطع داخل إفريقيا لتحقيق المزيد من الإستقرار والمزيد من التنمية لهته القارة. وتطرق دوفيلبان الذي كان يحاضر بمتحف محمد السادس للفن المعاصر بالرباط، في "قضايا السلم عبر العالم"، إلى خطابه الشهير في مجلس الأمن سنة 2003 حينما كان وزيرا للخارجية، عبر فيه عن رفض فرنسا الإنخراط في الحرب على العراق، مضيفا بأن التاريخ سجل الموقف الصريح لجاك شيراك والذي قال إنه كان واضحا منذ بداية الأزمة. وأعتبر الدبلوماسي الفرنسي، السابق، أن جورج بوش الإبن، والمحافظين الجدد، الذين كانوا معه كانوا يرون بأن تنحية صدام حسين عبر التدخل العسكري سيكون نقطة بداية للتغيير في منطقة الشرق الأوسط، وستنتهي بصنع سلام يمتد إلى القدس، معتبرا بأن هذا كان "حلما أحمق". دفاع دوفيلبان عن الخيار السياسي، في مواجهة خيار الحرب جعله يعرج على الحروب التي خاضتها فرنسا بدئا من 1973، حتى حرب الجزائر، ليخلص إلى أن الحروب لا تصنع أمنا ولا سلما وكل ما تقوم به هو الزيادة في المآسي والعنف، معتبرا أن الدخول في الحرب أمر سهل لكن الأصعب هو الخروج منها. وشدد المتحدث، على أن الحرب على الإرهاب "لا يمكن إلا أن تكون في صالح الإرهاب نفسه، لأن هته الحرب تؤدي إلى مسلسل من العنف، كما تقوم بتغذيته مستشهدا بما حدث في القوقاز وما يحدث حينما تشجع الحرب، شبان المغرب وتونس على الإلتحاق بالجهاديين". دوفيلبان، اعتبر أن الحل في دعم وتقوية الدول ومؤسساتها بدل إضعافها بالحرب وجعلها حاضنة للتطرف، كما وقع في كل من العراق وكذا الصومال. وعاب على الدول العربية، كونها لم تجعل من الثروات الطبيعية المتمثلة في النفط والغاز محورا لتقوية دولهم، كما سبق وفعلت ذلك ألمانياوفرنسا بعد الحرب العالمية الثانية حينما قامتا بتأسيس مجموعة الفحم والصلب التي تحولت فيما بعد إلى الاتحاد الاوربي. عز الدين مقساط – صحافي متدرب.