في واحدة من العمليات الأمنية المثيرة للجدل، كشفت السلطات الإسبانية، أمس الأربعاء، أنها قامت بتفكيك منظمة إجرامية دولية متخصصة في تهريب كميات كبيرة من الحشيش، انطلاقا من الشمال المغربي إلى أوروبا ومصر وأيضا ليبيا، التي ينشط فيها تنظيم "داعش". وتم، أيضا، اعتقال 25 شخصا، أغلبهم إسبان ومغاربة، فيما تم حجز 5.5 طن من الحشيش. التحقيقات التي باشرها الإسبان قبل 6 أشهر كشفت، كذلك، أن أفراد المنظمة يعتمدون على أسلوبين ومسلكين رئيسيين لتهريب الحشيش المغربي: أوله، استعمال تجويفات محدثة داخل شاحنات لنقل الحشيش انطلاقا من ميناءي الناظور ومليلية إلى موانئ الجنوب الإسباني (مالقة والميريا وموتريل) ومنه إلى الداخل الإسباني وفرنسا وألمانيا، ثانيا، حيث تتم الاستعانة بقوارب مطاطية سريعة لنقل الحشيش، ليلا، من الشمال المغربي إلى سفن في المياه الدولية قبالة السواحل الجزائرية، حيث يتم تفريغ تلك الشحنات فيها، قبل أن تكمل تلك السفن رحلتها صوب ليبيا ومصر، حيث، حسب مصادر إسبانية، يتضاعف ثمن الكيلوغرام الواحد من الحشيش أربعة مرات. هذا، ورفضت وزارة الداخلية الإسبانية والحرس المدني الإسباني، الكشف عن الجهات التي كانت تلك الكميات الكبيرة من الحشيش موجهة إليها، ما جعل البعض يصف العملية ب"المثيرة للجدل". وعلى صعيد متصل، كشفت صحيفة "إلباييس" نقلا عن الأجهزة الأمنية الإسبانية، حجز 13 قاربا واعتقال 15 مهربا، أغلبهم مغاربة وإسبانيا، في 30 يوما، كانوا يحاولون تهريب كميات مهمة من الحشيش المغربي نحو إسبانيا. وأضافت الصحيفة أن المنظمات الإجرامية "تكتري القوارب السريعة التي ينقل فيها المهربون الحشيش من المغرب صوب سواحل قاديس، كما أن هذه المنظمات تتوفر على سفن تخبئ فيها تلك القوارب السريعة لإبعاد كل الشبهات عنها". المصدر ذاته، كشف أن كل واحد من القوارب السريعة ال13 المحتجزة تبلغ قيمتها المالية نحو 200 مليون سنتيم، أي إن قيمة المحجوزات كلها تبلغ 2.6 مليار سنتيم.