بعدما رسم الملك محمد السادس شكل الحكومة المقبلة، وأساسها الذي يجب أن يبني عليه ابن كيران تحالفه، تضاربت الآراء بين الفاعلين السياسيين حول خلفيات وأهداف الخطاب الملكي الذي وجه جزء منه للفاعلين السياسيين الذين يُجرون مشاورات لتشكيل ائتلاف حكومي يقوده البيجيدي. واعتبر أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس، حفيظ أدمينو، أن الخطاب الملكي الذي ألقاه الملك بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء من قلب افريقيا، يعد ورقة قوة سيوظفها ابن كيران للتفاوض وتشكيل ائتلافه الحكومي المقبل. وبعدما تحدثت قيادات من العدالة والتنمية، عن ممارسة عزيز أخنوش، رئيس حزب الحمامة، وامحند العنصر، أمين حزب السنبلة، لابتزاز سياسي لرئيس الحكومة المعين بتقديم شروط "قاسية" لدخول الحكومة، لفت أدمينو إلى أن الخطاب الملكي حدد خارطة الطريق التي على الأحزاب أن تتفاوض على أساسها لدخول الحكومة. المتحدث ل"اليوم 24″ أوضح أن الملك جعل الشروط التفاوضية التي يجب أن تكون عليها المشاورات هي "الهيكلة الحكومية"، و"البرنامج الحكومي"، و"الكفاءات التي يجب تتكون منهم التشكيلة الحكومية المقبلة". وهذه الركائز الثلاث، التي ركز عليها الملك، تعتبر "قوة تفاوضية كبيرة ومهمة كثيرا" بالنسبة لابن كيران، يشير أدمينو. ولمح أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس إلى أن خطاب الملك توجه إلى الأحزاب ليقول لهم إن الهاجس الذي يجب أن يحكم التفاوض لتشكيل الحكومة هو "برنامج حكومي قوي وقادر على استحضار التزامات المغرب السابقة ويبني التزامات أخرى مع استحضار البعد الافريقي في برنامج الحكومة وتحركات الوزراء". أما المستوى الثاني، الذي ركزت عليه "رسالة الملك"، يضيف المتحدث، هو وضع هيكلة حكومية متناسبة مع البرنامج الحكومي وليس هيكلة تعكسها الارضاءات السياسية. أما المستوى الثالث الذي لفت إليه الخطاب الملكي من دكار السينغالية، يقول أدمينو، هو عدد الأعضاء الذي يجب أن تتشكل منهم الحكومة المقبلة. وأوضح أن الخطاب يلمح إلى أن عدد وزراء حكومة ابن كيران يجب أن يتناسب مع البرنامج الحكومي وليس مع منطق الغنيمة كما سماها الملك. وزاد حفيظ أدمينو أن الملك شدد بقوة على أن حكومة 7 أكتوبر يجب أن تقوم على أساس كفاءات قادرة على تفعيل البرنامج الحكومي، وهو ما يفسر، يضيف المتحدث، أن الملك يريد وزراء ليسوا مناضلين فقط، بل يجب أن يتمتعوا بالكفاءة التي تمكنهم من الانجاز. "إن أي محاولة لإقحام أبعاد أخرى غير الركائز الثلاث التي أشار إليها الخطاب الملكي، لن تكون مقبولة"، يقول الأستاذ بجامعة محمد الخامس، قبل أن يضيف أن ابن كيران سيكون في المفاوضات الجارية لتشكيل الحكومة، مسلحا بسند قوي، وهو الخطاب الملكي، مما سيمكنه من إخراج نسخة حكومية قادرة على الانجاز والفعل في الواقع.