يناقش عدد من خبراء الاتصال أزمة "التواصل بين الثقافات العالمية"، في مؤتمر دولي تنظمه الجمعية العربية الأمريكية لأساتذة وخبراء الاتصال، بمقر بيت الصحافة بطنجة، ما بين 24 و 27 أكتوبر الجاري.، تحت عنوان "الأخلاق، التواصل وحقوق الأنسان". وتتطرق محاور المؤتمر في دورته ال 21 المنعقدة بطنجة، حسب ما أبرزه سعيد كوبريت، مدير بيت الصحافة، خلال الجلسة الافتتاحية، إلى ملامسة الهواجس والأسئلة الحارقة فيما يتعلق بأخلاقيات المهنة وأدبياتها، وهو ما يبدو من خلال العنوان الذي يحيل على "المعنى الفلسفي" متجنبا الإشارة إلى الأعلام بشكل مباشر، "لأننا نعيش زمن العالم الازرق الذي أضحى يعبأ وجدان وأفئدة الناس أكثر من وسائل الصحافة التقليدية". وأضاف كوبريت، أن ندوات المؤتمر ستعرض تجارب عربية مقابل التجربة الامريكية فيما يتعلق بتطور الصحافة الإلكترونية، وما يعتريها من خروقات وتحديات على ضوء التعهدات الدولية والمواثيق الأممية المتعلقة بأخلاقيات مهنة الصحافة، باعتبارها فرعا أساسيا في العلوم الانسانية. من جانبه، قال محمد النووي، رئيس الجمعية العربية الأمريكية لأساتذة الاتصال، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إن جمعيته التي تأسست سنة 1995، تهدف ربط علاقات مهنية وعلمية وثقافية بين الأساتذة الباحثين في مجال الاتصال، والخبراء في مجال الصحافة وعلوم الإعلام في العالم العربي والولايات المتحدةالأمريكية. ويحاول المشاركون في المؤتمر حسب ما جاء في الورقة التقديمية خلال الجلسة الافتتاحية، الإجابة عن إشكالات مرتبطة بانعكاسات الثورة الرقمية وتداعياتها التي طالت مختلف الأنشطة البشرية، واستشراف آفاق العلاقات البشرية في سياق عالمي مضطرب، يعيش على وقع تحولات عميقة مرتبطة بأساليب التواصل المعاصرة. ويسعى المشاركون في الندوات الملتئمة بالمؤتمر، إلى طرح الأفكار والسبل التي من شأنها خلق "نموذج توافقي للتواصل بين الثقافات المختلفة عبر العالم، يمكن أن تجنب البشرية من "انهيار حضاري"، وفق ذات الوثيقة، التي تعتبر أن "القيم الكونية المشتركة، قد تساهم في وعي الإنسان المعاصر وفي تراجع نزعته الفردانية المدمرة، وبروز إنسان جديد يتمتع برؤية للعالم إكثر عقلانية".