بعد ثمانية أشهر من إشهارها "الفيتو" في وجه الحوامض المغربية"، بسبب وجود يرقات الفاكهة، المسماة "الذبابة المتوسطية" في شحنة من الحوامض المصدرة إليها، قامت السلطات الأمريكية، يوم الخميس الماضي، برفع هذا "الفيتو"، الذي كان يعتبر "ضربة رمزية" للصادرات المغربية من الحوامض. وجاء رفع "الفيتو" على 44 طنا تقريبا من الحوامض المغربية بعد العديد من الزيارات الميدانية التي قام بها خبراء وتقنيون أمريكيون إلى العديد من ضيعات بالمملكة خلال هذه السنة، إلى جانب عقد العديد من الاجتماعات بين وزارات الفلاحة المغربية ونظيراتها الأمريكية بتشاور مع منتجي ومصدري الحوامض بالمملكة. في هذا الإطار، أكد بلاغ للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، أنه تم فعلا رفع "الفيتو الأمريكي" على الحوامض المغربية، وأنه تم استئناف تصدير الحوامض المغربية إلى أمريكا منذ يوم الخميس المنصرم، بعد تعليق دام قرابة ثمانية أشهر. البلاغ ذاته أكد أيضا أن سبب "الفيتو" هو وجود يرقات الفاكهة، المسماة "الذبابة المتوسطية" في شحنة من بعض الكميات تم تصديرها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي لا تتساهل إزاء هذا النوع من الحشرات. ومن أجل معرفة المزيد حول هذه القضية، أكد أحمد ضراب، الكاتب العام لجمعية منتجي الحوامض بالمغرب، في تصريح ل"أخبار اليوم"، أنه تم فعلا رفع "الفيتو" الأمريكي على الحوامض المغربية المصدرة إلى أمريكا، والتي قد تصل إلى 44 ألف طن سنويا من أصل حوالي 600 ألف طن تصدر إلى الخارج بقيمة مالية قد تصل في أحسن الأحوال إلى 6 ملايير درهم سنويا. أحمد ضراب أكد، أيضا، أنه "على الرغم من أن صادرات المغرب من الحوامض إلى أمريكا لا تصل إلى تلك المصدرة إلى أوربا، فإن قرار رفع الفيتو يبقى مهما وسارا، على الخصوص، ل 12 ألف مهني في المملكة يعيشون من صادرات الحوامض". مصدر آخر أكد ل"أخبار اليوم" أن "رفع الفيتو يعطي صورة وانطباعا جيدين على الحوامض المغربية التي هي في الأصل ذات جودة عالية"، وأن هذا الأمر يعتبر انتصارا رمزيا للفلاحين المغاربة، كما أن السوق الأمريكية الشمالية هي سوق صاعدة ويمكن في المستقبل أن ترفع صادراتها من الحوامض المغربية، خاصة أن المهنيين المغاربة التزموا أمام الأمريكيين باتخاذ "جميع الإجراءات والتدابير الممكنة لحماية الحوامض منها". أحمد ضراب قدم للجريدة خارطة عامة حول وضعية الحوامض بالمملكة، إذ كشف أن المغرب ينتج سنويا حوالي 2 مليون طن من الحوامض سنويا من أصل 110 مليون طن في العالم، مما يعني أن المغرب يواجه منافسين كثر عالميا. وبخصوص الصادرات، فإن المغرب يصدر إلى 30 بلدا ما بين 500 و600 ألف طن سنويا من الحوامض: 40 في المائة منها تذهب إلى الأسواق الأوربية (28 بلدا)، و40 في المائة تصدر إلى روسيا، في حين تصدر 15 في المائة إلى أمريكا الشمالية (10 في المائة إلى أمريكا و5 كندا)، فيما تذهب ال5 في المائة المتبقية إلى بلدان أخرى، خاصة الخليجية منها. المتحدث ذاته أشار إلى أن السوق الوطنية تبقى أكبر "زبون" للحوامض المغربية، إذ أن ما بين 70 و75 في المائة من الحوامض تستهلك في السوق الداخلية: 90 في المائة منها تذهب للاستهلاك العادي من قبل الأفراد والأسر، بينما 10 في المائة الأخرى تذهب إلى المعامل لتصنيع "عصير الحوامض" ومشتقاتها. من جهة أخرى، أشارت مصادر أوروبية بالتزامن مع رفع الأمريكان "الفيتو" على الحوامض المغربية، إلى أن واردات الاتحاد الأوربي من الحوامض المغربية تصل سنويا إلى 470 ألف طن (175 ألف طن منها حوامض صغيرة). المصادر ذاته أشارت إلى أن صادرات المغرب من الحوامض تفوق صادرات دولة جنوب إفريقيا التي تصل إلى 400 ألف طن.