بعد شهور من الأزمة التي واجهت تصدير الحوامض المغربية نحو الولاياتالمتحدةالأمريكية، أعلن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية أن الصادرات المغربية من الحوامض، التي تم تعليقها منذ شهر فبراير المنصرم إثر رصد يرقات الذبابة المتوسطية للفاكهة في شحنة من الحوامض المغربية الموجهة إلى هذا البلد، ستستأنف ابتداء من شهر أكتوبر 2016. وأفاد المكتب أنه تم عقد اجتماعات وتبادل مراسلات بين ممثلي وزارة الفلاحة والصيد البحري والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية ومصالح الصحة النباتية الأمريكية المختصة، بهدف تحديد التدابير المرتبطة برفع هذا التعليق، حيث قامت بعثتان تضم خبراء أمريكيين بزيارة للمغرب من أجل الوقوف عن كثب على خطة العمل الوطنية التي تم وضعها لمكافحة هذه الحشرة على مستوى الضيعات ومحطات التلفيف. وسجل المكتب أن هذه الزيارات للخبراء الأمريكيين أتاحت الاطلاع على إجراءات الإشراف والمراقبة التي تم وضعها، وكذا الضمانات المقدمة من قبل مصالح الصحة النباتية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية والمهنيين، وموضحا أن الجانبين المغربي والأمريكي اتفقا على وضع مخطط عمل للقضاء على هذه الحشرة، مما أفضى، بالتالي، إلى قرار استئناف صادرات الحوامض اعتبارا من شهر أكتوبر المقبل. وكانت الوكالة الأمريكية للسلامة الصحية قد قررت منع دخول الحوامض المغربية بكل أصنافها إلى التراب الأمريكي، لوجود طفيليات في شاحنتين من «كليمونتين»، قادمتين من مدينة بركان. هذه الطفيليات عبارة عن «ذبابة فاكهة البحر الأبيض المتوسط»، التي تصيب الحوامض في بلدان البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. واستنفر القرار الأمريكي المسؤولين والمهنيين المغاربة الذين سارعوا إلى تقديم التوضيحات اللازمة والإجراءات التي تم اتخاذها لاحترام معايير السلامة المطبقة على المنتوجات التي تدخل الأراضي الأمريكية، حيث تم الاتفاق على وضع إجراءات إضافية من أجل مراقبة الضيعات المنتجة للحوامض ومحطات التلفيف بهدف رفع المنع. ويبقى السوق الأمريكي من أهم الأسواق بالنسبة لصادرات الحوامض المغربية، حيث بلغ متوسط حجم الصادرات برسم الموسمين الفلاحيين 2013-2014 و2014-2015 ما مجموعه 44 ألف طن، وهو ما يمثل 9 في المائة من إجمالي الصادرات.