يبدو أن اقتراب موعد التصويت السنوي لتجديد ولاية بعثة المينورسو والتصويت على الصلاحيات المخولة لها، يشعل فتيل المواجهات بين انفصاليي الداخل وقوات الأمن بالعيون وبوجدور والأقاليم الجنوبية فقد شهدت العديد من أحياء العيون مساء وليلة أول أمس الأربعاء مواجهات جديدة بين قوات الأمن وعدد من المتظاهرين، الذين كانوا بصدد تنظيم وقفة احتجاجية بحي معطى الله، دعت إليها تنسيقية الفعاليات الحقوقية الصحراوية، بعد أن قامت القوات بتفريق الوقفة بطريقة وصفها ناشطون حقوقيون في اتصال ب« اليوم24» ب»العنيفة». وأكدت المصادر نفسها أن مطاردات اندلعت بين المتظاهرين والشرطة، ما أسفر عن مواجهات فرعية في أحياء متفرقة بمدينة العيون، من بينها حي معط الله وليراك وشارع مزوار وشارع القدس والأزقة المتفرعة من شارع السمارة. وعرف شارع المغرب العربي تطويقا أمنيا بعدما تدخل عدد من رجال القوات العمومية، لفض مظاهرة نظمها شباب صحراويون رفعوا خلالها شعارات سياسية، كما تم وضع متاريس من الحجارة لقطع الطريق. وأفادت مصادر «اليوم24» أنه وإلى حدود كتابة هذه السطور يشهد حي معطى الله حالة من الاستنفار والتوتر الأمني نتيجة وجود عدد من المصابين داخل المنازل وكذا عائلات المصابين، الذين تم نقلهم إلى المستشفى وعددهم يتجاوز العشرة. وقال العربي مسعود، الكاتب العام للكوديسا، في اتصال ب» اليوم24»، إن «عدد المصابين يدل على عنف التدخل حيث وصل المنتقلون إلى المستشفى إلى 52 حالة». وانطلقت المناوشات بين المتظاهرين وقوات الأمن بالعيون منذ الاثنين الماضي، حيث نظم نشطاء يسمون أنفسهم «مناضلو انتفاضة الاستقلال»، بمدينة العيون مسيرة سلمية جابت حي لحشيشة وشارع الطنطان رفع خلالها المتظاهرون أعلام البوليزاريو مرددين شعارت تطالب بالحرية والاستقلال، وتهاجم الدولة المغربية، كما رفعت شعارات أخرى تندد بما وصفوه هجوما على ناشطة صحراوية تدعى «هترة منت آرام»، كانت أصيبت في مظاهرة سابقة. وقال بعض المشاركين في التظاهرة في اتصال ب» اليوم24»، «نطالب بالضغط على الدولة المغربية من أجل إطلاق سراح جميع المعتقلين الصحراويين وتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة وحماية حقوق الإنسان في الصحراء». في المقابل نفى مصدر أمني بولاية العيون ما تم نشره على بعض المواقع من أن قوات الأمن اقتحمت المنازل بحي معطى الله، وأضاف المصدر الأمني نفسه، كل من تم اعتقالهم سيجري التعامل معهم حسب القانون، الذي يسري على جميع المواطنين المغاربة، ثم إنهم كانوا في وضع مخالف للقانون مادامت الوقفة غير مرخص لها». وكانت الرابطة الصحراوية برئاسة الناشطة الصحراوية،»سلطانة خيا»، نظمت يوم الاثنين المنصرم بمدينة بوجدور، لقاء تحسيسيا للمطالبة بتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو، في إطار ما وصفته مصادر مقيمة بالصحراء «الحملة الدولية لتوسيع صلاحيات المينورسو». الحملة التي من المقرر أن تشمل كافة المناطق الصحراوية وجنوب المغرب، على اعتبار أن جبهة البوليزاريو تعتبر 2014 سنة الحسم. من جهته نفى العربي مسعود الكاتب العام للكوديسا، أي علاقة للكوديسا بهذه الحملة، وقال، «نحن نشتغل مع مركز روبرت كينيدي من أجل تفعيل آلية أممية لمراقبة حقوق الإنسان، أما الحملة فتقودها إطارات حقوقية أخرى توجد ضمن تنسيقية حقوق الإنسان والتي لا نعتبر من أعضائها». واعتبرت الصحافة الإسبانية السبب في اندلاع هذه المواجهات، تقاطر عدد من الوفود الدبلوماسية على العيون والأقاليم الجنوبية للاطلاع على الأوضاع الحقوقية والاجتماعية بالمنطقة، آخرها كان وفد يضم سفراء من كندا والنرويج والسفير السويسري بالمغرب. وأشارت الصحافة الأوروبية إلى اقتراب موعد التصويت السنوي لتجديد ولاية بعثة المينورسو والتصويت على الصلاحيات المخولة لها، ومنها مراقبة حقوق الإنسان وهو ما يرفضه المغرب بشكل قاطع.