عاشت مدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء، مجددا، عشية أول أمس الأربعاء، مواجهات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف رجال الأمن الذين نقلوا على إثرها إلى المستشفى من أجل تلقي العلاج. وتأتي هذه الاحتجاجات بتزامن مع زيارة وفد نسائي يمثل بعض التمثيليات الدبلوماسية بالمغرب، وأياما قليلة فقط قبل بدء المبعوث الأممي المكلف بملف الصحراء بجولة في المنطقة. وأفادت مصادر من عين المكان أن قوات الأمن عمدت إلى تفريق مسيرة غير مرخص لها، بحي معطى الله وشارع السمارة، دعت إليها ما يسمى «تنسيقية الفعاليات الحقوقية بالصحراء». بيد أن القوات الأمنية ووجهت كالعادة باستفزاز من طرف المتظاهرين، تطور إلى رشق بالحجارة ما أدى إلى وقوع بعض الأضرار بالممتلكات وإصابة العديد من رجال الأمن بجروح متفاوتة الخطورة.. وعقب تفريق المظاهرة الأولى على مستوى حي معطى الله، نقل المتظاهرون مسيرتهم إلى بعض الأحياء المجاورة، واستمرت المناوشات مع أفراد القوات العمومية طيلة عشية وبداية ليلة الأربعاء. وتحدثت مصادر بعين المكان عن إصابة ما لا يقل عن 10 أشخاص في صفوف القوات العمومية نقلوا على متن سيارات الإسعاف إلى المستشفى لتلقي العلاج. وجاءت هذه المواجهات بتزامن مع قدوم وفد نسائي يمثل سفارات كل من النرويج وكندا وسويسرا بالمغرب في زيارة استطلاعية للأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث عقدت عضوات الوفد لقاءات موسعة مع السلطات المحلية والمنتخبين وأعيان وشيوخ القبائل الصحراوية، وممثلي الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني، كما عقدن لقاءات مع موالين للبوليساريو، وممثلي المنظمات الحقوقية بالمنطقة، وعائلات المعتقلين. وقالت مصادر لبيان اليوم إن البوليساريو تستغل مناسبة قدوم أي وفد أجنبي إلى المنطقة لتأجيج الوضع، ودأبت على هذه العادة منذ بضع سنوات، لإظهار صورة مغايرة لما تعرفه الأقاليم الجنوبية، والترويج لوجود انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان بالمدن الصحراوية واستغلالها إعلاميا، وذلك كله بهدف الاستمرار في المطالبة بتوسيع صلاحيات بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء لتشمل مجال حقوق الإنسان. وأضافت ذات المصادر أن هذه المواجهات مجرد تمويه أو تمرين لما يمكن أن تقوم به العناصر الموالية للبوليساريو، خصوصا مع اقتراب موعد جولة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، المتوقعة الشهر الحالي إلى المنطقة.