دموع وألم..وشريط ذكريات أسود عاشته عائلات شهداء الكوميرا، اليوم الاثنين، خلال افتتاح مقبرة يمكن للعائلات، الآن، أن تأوي إليها لتترحم على ذويها. بعد 35 سنة من الانتظار. فقد أشرف المجلس الوطني لحقوق الإنسان، اليوم، عن افتتاح مقبرة لضحايا الأحداث الاجتماعية 20 يونيو 1981، وذلك في إطار تتبع تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة ذات الصلة بحفظ الذاكرة، بعد الأحداث التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء. افتتاح المقبرة، اليوم الاثنين، والتي سيتم إعلانها رسميا "مقبرة ضحايا أحداث يونيو 1981″، كان بحضور عائلات الضحايا ومشاركة رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إدريس اليزمي، والأمين العام محمد الصبار، بالإضافة إلى أعضاء سابقين لهيئة الإنصاف والمصالحة وممثلي وزارة الأوقاف والمجلس العلمي والسلطات المحلية وفعاليات حقوقية ومدنية. المحطة لم تخل من لحظات مؤثرة، حيث حضرت العائلات التي ظلت ل35 سنة تجهل مصير أبنائها. وفي إطار المصالحة بين الدولة ومناضلي اليسار، وإرجاع القيمة المعنوية لأسر ضحايا أحداث 1981، تم تنظيم المراسيم الدينية لهؤلاء الضحايا، وذلك بتنسيق مع أفراد عائلاتهم. شموع أشعلت ودموع اذرفت على الرغم من طول مدة الانتظار، حيث عادة العائلات لتحكي بحرقة تفاصيل حقبة مؤلمة من تاريخ المغرب…أم خرج ابنها ولم يعد، وزوجة بقيت طوال هذه المدة تبحث عن جواب لأبنائها الذين أرهقوها بالسؤال عن أب بقيا اسما في سجل بدون قبر. وأفاد بيان للمجلس الوطني لحقوق الانسان أن "هيئة الإنصاف والمصالحة، في إطار الكشف عن الحقيقة، بمجموعة من التحريات المرتبطة بأحداث 20 يونيو 1981 بالدار البيضاء، تمكنت الهيئة من خلالها من الكشف عن مصير هؤلاء الضحايا". ولقد سبق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان (المجلس الوطني حاليا) أن أنجز دراسة حول وضعية المقابر بالمغرب، استوحى المجلس من خلاصاتها ومن تصاميم مهندس معماري مختص تصميما يعيد الاعتبار للضحايا ولأسرهم.