لم يتمالك إدريس اليازمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان دموعه مساء يومه الاثنين فانهمرت على خديه واحمرت وجنتاه ، وذلك لحظة الافتتاح الرسمي لمقبرة ضحايا انتفاضة 1981 بالدار البيضاء والمعروفة ب"شهداء الكوميرة" التسمية التي أطلقها عليها الرجل القوي في وزارة ة الداخلية آنذاك إدريس البصري. تدارك محمد الصبار الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الانسان ، وألقى كلمة مقتضبة بالمناسبة، وقال إن الهدف من افتتاح المقبرة هو تذكر ضحايا الاختطافات القسرية والاعتقالات التعسفية ، وأضاف أن الهدف هو جعل المكان فضاء للذاكرة وحفظها خاصة بعد التحريات التي قامت بها هيئة الإنصاف والصالحة لاستجلاء الحقيقة . وكشف بالمناسبة أن هناك نقصا فظيعا في الطب الشرعي والفحص الجيني ولذلك تم التوقيع في نفس اليوم اتفاقية بين المجلس ومجلس ألاطباء الشرعيين لدعم تخصص الطب الشرعي. حورية إسلامي ألقت بالمناسبة كلمة المجلس الوطني بحضور أعضاءه وأيضا المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان التي حرصت على تقديم العزاء والمواساة والتضامن مع اسر ضحايا الذين عانوا من الاختفاء القسري لأبنائهم لسنوات. وأضافت أن المناسبة هي اعادة الاعتبار لكل من تعرضوا للقتل بالرصاص أو الموت اختناقا لأنهم من ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. وأوضحت أن المقبرة الحالية هي موقع من مواقع الضمير المتواجدة عبر العالم والتي تؤرخ للماضي الأليم وتعترف به وتؤكد عدم تكراره. مضيفة أن مكان الدفن الحالي يخلد لذكراهم في أرض الوطن ويخرجهم من دائرة النسيان. وعن عائلات الضحايا ألقت فاطمة نوراني ابنة المرحومة خديجة ياسين المتوفية في الاحداث ، وقالت إن 35 سنة وشهران و 17 يوما هي التي تفصلنا عن أحداث 20 يونيو الأليمة يوم أطلق الرصاص الحي على صدور الأطفال والنساء والشيوخ ويوم كدس الآخرون في زنازن ضيقة وماتوا اختناقا ورموا في حفرة لإخفاء حقيقتهم معتقدين ان الحقيقة سيتم اقبارها كما اقبرت اجسادهم، حسب قولها. مضيفة أن مكان دفنهم مزار وفضاء للذاكرة حتى لا يتكرر ما جرى . للإشارة فإن المقبرة خصص لها حيز في الباب الخلفي لتكنة الوقاية المدنية قرب مقبرة الشهداء بالدار البيضاء ، وهي عبرة عن مقابر بدون أسماء وضعت فوقها الشموع بعد انتهاء حفل الافتتاح بحضور أعضاء المجلس الوطني لحقوق الإنسان وخاصة اليازمي والصبار وعبدالله المودن وعمر بطاش وفاطمة الجبابدي ومبارك بودرقة ومصطفى اليزناسني وصلاح الوديع وأعضاء المنتدى المغربي لحقوق الإنسان واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالدار البيضاء ، إضافة إلى عائلات ضحايا أحداث انتفاضة 1981 وحقوقيين وممثلي السلطات المحلية والوزارات المعنية ، وافتتح الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم ثم كلمات المؤسسات المعنية تلاها توقيع اتفاقية بين المجلس الوطني وأطباء الطب الشرعي ثم وضعت الشموع فوق مقابر الضحايا الذين أسماء بعض منهم . وموازاة مع حفل الافتتاح، نظمت بعض عائلات ضحايا سنوات الرصاص وقفة أمام المقبرة تطالب فيها بالتعويض واستكمال الإدماج الاجتماعي وأيضا استيلاء الحقيقة حول الملفات العالقة والكشف عن نتائج الحمض النووي.