على غرار حليفه الجديد في المعارضة حميد شباط، قام الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي باستغلال فرصة الاحتفال بالذكرى 70 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال من أجل الهجوم على رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران وحركة الإصلاح والتوحيد خطاب لشكر لم يختلف كثيرا عن خطاب شباط في توجيه انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة وحزبه. وتساءل لشكر٫ خلال الحفل الذي أقامه كل من حزب الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال "أين نحن من روح وثيقة المطالبة بالاستقلال ومن المسار الديمقراطي في المغرب ومن الإسلام المنفتح كما فهمه رجال الحركة الوطنية"٫ قبل أن يجيب بأن المغرب أصبح بعيدا عن كل هذه الأمور والسبب هو "توجه الحزب الحاكم الذي يقوم بإعادة إنتاج السلطوية التي كنا نتمنى أن تكون قد انتهت في بلدنا ولكننا نجدها للأسف تتكرر بأقبح المناهج". وحسب ادريس لشكر فإن أكبر عائق أمام تحقيق الديمقراطية هو رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران٬ "الذي لا يعرف إلا لغة الابتزاز السياسي والتهجم على المعارضين وتهديدهم متناسيا أنه يمثل الدولة التي ليست ملكا له أو لحزبه". الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي قال بأن بن كيران لا يستطيع تطبيق الدستور لأنه "قام باستيراد مشروع مجتمعي غريب عن المغاربة وتنكر لحركته الوطنية". وعلى غرار حميد شباط فقد ربط ادريس لشكر بين دعاوى التكفير وبين حزب العدالة والتنمية٫ الذي يستغل الدين في السياسة وأعطى المثال بوزير العدل مصطفى الرميد الذي قال لكتاب الضبط بأنه اقتطع من أجورهم لأنه حرام أن يأخذوا أجرا على يوم لم يشتغلوه "وهذا منطق مخالف لمنطق دولة المؤسسات والقانون حيث المرجعية ليس الحرام والحلال". أما عن دعاوى التكفير والاتهام بالردة فقد قال لشكر"بأننا أمام أشخاص مغمورين لم يثبت لهم أي باع لا في الفكر ولا في السياسة وتقمصوا شخصية الدعاة"، والسبب في ظهور الشيوخ الذين يطلقون الدعاوى التكفيرية هو "سوء التأطير الديني على متسوى البنية التحتية وجعل المساجد في يد أمثل هؤلاء"، لشكر قال بأن "دعاة التطرف يستفيدون من الريع الإحساني من قبل الجمعيات والمكاتب الخيرية". لشكر قال بأن "القوى الظلامية كانت دائما سندا للاستعمار وأحسن حليف له وكان فيها خونة وعملاء ساعدوا الاستعمار على تقسيم المنطقة". وهكذا تحول الاحتفال بالذكرى 70 لتقديم وثيقة الاستقلال إلى فرصة لجلد رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران وحزبه وحركة الإصلاح التوحيد وإلصاق تهمة التطرف الديني بها.