بعد «اتصالات المغرب» و»إينوي»، تستعد الشركة الصينية العملاقة «هووايوي»(HUAWEI)، المتخصصة في تجهيز شركات الاتصالات بمعدات التواصل المتطورة، لعقد صفقة مع ميدتيل تبلغ قيمتها 100 مليون أورو (حوالي 120 مليار سنتيم هل تهدد الصين الأمن القومي المغربي؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه عدد من المتتبعين لقطاع الاتصالات بعد أن باتت شركة «هووايوي» (HUAWEI) الصينية العملاقة المتخصصة في تجهيز شبكات الاتصالات، والتي تحوم حولها الكثير من الشبهات، قريبة من التعاقد مع «ميديتل»، بعد «اتصالات المغرب» و«إينوي»، لتصبح مهيمنة على شبكة الاتصالات المغربية برمتها، وهي مجال حساس في الأمن القومي المغربي.
بعد «اتصالات المغرب» و»إينوي»، تستعد الشركة الصينية العملاقة «هووايوي»(HUAWEI)، المتخصصة في تجهيز شركات الاتصالات بمعدات التواصل المتطورة، لعقد صفقة مع ميدتيل تبلغ قيمتها 100 مليون أورو (حوالي 120 مليار سنتيم، سيتم إنجازها على ثلاث مراحل إلى غاية 2015. ليصبح المجال المعلوماتي والاتصالاتي المغربي بكامله تحت هيمنة هذه المؤسسة التي تعد الفاعل الثاني عالميا في مجال تجهيزات الاتصالات وتحوم حول نشاطها الكثير من الشبهات. ولا يستبعد مصدر خبير بهذا المجال أن يصبح المجال المعلوماتي والاتصالاتي، وبالتالي الأمن القومي للمغرب مخترقا من طرف الصين التي تخوض حربا خفية مع القوى الغربية، وخاصة أمريكا، حول بسط النفوذ في إفريقيا. ورأت «هووايوي» النور سنة 1987 على يد «رين زينغفي»، هو ضابط سام في الجيش الصني. واستغرب المصدر ذاته لكون الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات وكذا الوزارة الوصية والأجهزة المشرفة على أمن البلاد، لم تقم بإجراء بحث في نشاط «هووايوي»، رغم أنها موضوع عدة اتهامات كان آخرها ما صدر في نهاية الأسبوع المنصرم عن المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA). فقد صرح مايكل هايدن، لصحيفة أسترالية الجمعة الماضية، أن «هووايوي» «سبق لها أن تجسست لصالح الحكومة الصينية»، وأضاف المسؤول الاستخباراتي الأمريكي، الذي كان أيضا مديرا ل»وكالة الأمن القومي» (NSA) القوية المتخصصة في مراقبة الاتصالات، أن هذه الشركة «تقاسمت مع الدولة الصينية معلومات مهمة وحسّاسة حصلت عليها من أنظمة الاتصالات الأجنبية التي تشرف عليها». وجاءت تصريحات هايدن بعد يوم واحد فقط، من إعلان بريطانيا عن احتمال إعادة النظر في أمن مركز إلكتروني في جنوبإنجلترا تديره «هووايوي» للتأكد من ضمان الحماية لشبكة الاتصالات البريطانية. وسبق ل»لجنة الأمن والاستخبارات» بالبرلمان البريطاني أن كشفت عن تقرير يتضمن شكوكا حول نشاط «هووايوي» التي تعاقدت مع «شركة الاتصالات البريطاني «BRITISH TELECOM» منذ 2005، وقالت اللجنة إنها قلقة على الأمن القومي البريطاني بسبب وجود «روابط مع الدولة الصينية»، كما تشتبه هذه اللجنة في كون «هووايوي»، «قد تكون من بين أهم مرتكبي الهجمات الصينية (الإلكترونية) التي تهدف إلى التجسس وجمع المعلومات». وتأتي هذه التطورات المقلقة بخصوص نشاط هووايوي بعد حوالي سنة من مطالبة لجنة برلمانية أمريكية بوقف التعامل معها في أمريكا بعد اشتباهها في استغلال الصين لتجهيزات الشركة في التجسس. ففي أكتوبر 2012، طالبت لجن الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي بوقف أي تعامل مع «هووايوي»، وشركة أخرى، محذرة من كون الصين «قد تستغل تجهيزات الشركتين للتجسس على بعض المكالمات وتهديد أنظمة إلكترونية أمريكية حيوية».