- بعد "اتصالات المغرب" و "إينوي"، تستعد الشركة الصينية العملاقة "هووايوي"(HUAWEI)، المتخصصة في تجهيز شركات الاتصالات بمعدات التواصل المتطورة، لعقد صفقة مع ميدتيل تبلغ قيمتها 100 مليون أورو (حوالي 120 مليار سنتيم، سيتم إنجازها على ثلاثة مراحل إلى غاية 2015. ليصبح المجال المعلوماتي والاتصالاتي المغربي بكامله تحت هيمنة هذه المؤسسة التي تعد الفاعل الثاني عالميا في مجال تجهيزات الاتصالات وتحوم حول نشاطها الكثير من الشبهات. ولا يستبعد مصدر خبير بهذا المجال أن يصبح المجال المعلوماتي والاتصالاتي، وبالتالي الأمن القومي، للمغرب مهددا بالاختراق من طرق الصين التي تخوض حربا خفية مع القوى الغربية، وخاصة أمريكا، حول بسط نفوذها في إفريقيا. ورأت "هووايوي" النور سنة 1987 على يد "رين زينغفي"، هو ضابط سام في الجيش الصني. واستغرب المصدر ذاته لكون الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات وكذا الوزارة الوصية والأجهزة المشرفة على أمن البلاد لم تقم بإجراء بحث في نشاط "هووايوي" رغم أنها موضوع عدة اتهامات كان آخرها ما صدر في نهاية الأسبوع المنصرم عن المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA). فقد صرح مايكل هايدن، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) في عهد الرئيس جورج بوش الإبن، لصحيفة أسترالية الجمعة الماضية، أن "هووايوي" "سبق لها أن تجسست لصالح الحكومة الصينية"، وأضاف المسؤول الاستخباراتي الأمريكي، الذي كان أيضا مديرا ل"وكالة الأمن القومي" (NSA) القوية المتخصصة في مراقبة الاتصالات، أن هذه الشركة "تقاسمت مع الدولة الصينية معلومات مهمة وحساسة حصلت عليها من أنظمة الاتصالات الأجنبية التي تشرف عليها". وجاء تصريحات هايدن بعد يوم واحد فقط من إعلان بريطانيا عن احتمال إعادة النظر في أمن مركز إلكتروني في جنوبإنجلترا تديره "هووايوي" للتأكد من ضمان الحماية لشبكة الاتصالات البريطانية. وسبق ل"لجنة الأمن والاستخبارات"بالبرلمان البريطاني أن كشفت عن تقرير يتضمن شكوكا حول نشاط "هووايوي" التي تعاقدت مع "شركة الاتصالات البريطاني "BRITISH TELECOM" منذ 2005، وقالت اللجنة إنها قلقة على الأمن القومي البريطاني بسبب وجود "روابط مع الدولة الصينية" كما تشتبه هذه اللجنة في كون "هووايوي" "قد تكون وراء محاولات الصين(الإلكترونية) التي تهدف إلى التجسس وجمع المعلومات". وتأتي هذه التطورات المقلقة بخصوص نشاط هووايوي بعد حوالي سنة من مطالبة لجنة برلمانية أمريكية بوقف التعامل معها في أمريكا بعد اشتباهها في استغلال الصين لتجهيزات الشركة في التجسس. ففي أكتوبر 2012 طالبت لجن الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي بوقف أي تعامل مع "هووايوي" وشركة أخرى محذرة من كون الصين "قد تستغل تجيهزات الشركتين للتجسس على بعض المكالمات وتهديد أنظمة إلكترونية أمريكية حيوية".