ينطلق اليوم موسم «الريباخا» بالجارة الإسبانية، وهو الشهر الذي يشهد تخفيضات مهمة تصل إلى 70 بالمائة، في الملابس والأجهزة الإلكتروكهربائية، والتغذية، وتستمر التخفيضات في الأثمنة لشهر كامل، ينتعش فيه الاقتصاد الإسباني الذي يمر بأسوأ فتراته. ويبرز المغاربة في موسم «الريباخا» كأهم وأكثر الزبناء المتبضعين من المحلات التجارية الإسبانية، خاصة تلك الموجودة بالجنوب الإسباني، إذ يحج إليها المئات من المتسوقين المغاربة، لاسيما أولائك القادمين من مدن المضيق، الفنديق، تطوانوطنجة وغيرها من المدن المغربية. وقالت مصادر أمنية داخل ميناء طنجةالمدينة إنه من المتوقع أن تنتعش خلال فترة «الصولد» حركة المسافرين إلى الجارة الإسبانية، وهؤلاء لا يقضون سوى 48 ساعة على الأكثر، ثم يعودون لأن جولتهم تقتصر فقط على التبضع وليس شيئا آخر. وأوضحت المصادر ذاتها أن نهاية الأسبوع المقبل قد تشهد فيها معابر المدينة اكتظاظا، وهو أمر متوقع مع بدء عمليات التخفيض في المحلات التجارية الإسبانية. ويبقى أبرز محل تجاري يحج إليه المغاربة هو «بويرطا دي أوربا» الواقع بمدينة الجزيرة الخضراء، التي تبعد حوالي 14 كلم عن مدينة طنجة، وتستغرق الرحلة إلى هذه المدينة الإسبانية عبر الباخرة أقل من ساعة. التسوق في هذا المركز التجاري، الذي يضم «ماركات عالمية»، قد لا يستغرق سوى خمس ساعات، ويعود المتبضع إلى بلده، أي أن رحلة الذهاب والإياب إلى هذه المدينة الإسبانية قد لا تستغرق سوى ساعات. وتعج أغلب هذه المحلات خلال هذه الأيام بزبناء أغلبهم من المغاربة المتحدرين من مناطق الشمال، بل حتى التجار يحرصون في هذه الفترة على جلب البضاعة بثمن رخيص، ويعيدون بيعها بأثمنة مرتفعة نظرا لجودتها العالية، وتكون فرصة مهمة لهم لجني أرباح مهمة. وليست المحلات التجارية وحدها التي تنتعش بسبب «الريباخا»، بل حتى المطاعم الموجودة في قلب هذا المركز التجاري وحتى خارجه بدورها تنتعش من أموال المغاربة. المطاعم الموجودة داخل المركز التجاري تبدو منتعشة إلى حد ما، ذلك أن الزوار المغاربة يفضلون تناول وجبة الغداء بالقرب من أمكان التبضع، لاسيما أولئك الذين يرغبون في قضاء يوم كامل داخل هذا المركز التجاري الضخم. وحسب الإحصائيات التي قدمها وزير التشغيل الإسباني مؤخرا، فإن الشهر الذي تنتعش فيه دورة الاقتصاد الإسباني هو شهر يناير والنصف الأول من شهر فبراير، قبل أن يعود إلى مرحلة الركود في الأشهر التي تلي هذين الشهرين. وعزا المسؤول الإسباني هذا الانتعاش إلى موسم «الريباخا»، وقال إن العديد من مدن البلاد تعرف حركة سياحية مهمة، لاسيما أولئك القادمين من الشمال المغربي. مدينة سبتةالمحتلة هي الأخرى تشهد اكتظاظا في معبرها الحدودي خلال أيام «الريباخا»، ففيها يقضي المتبضعون يوما كاملا في زيارة المحلات التجارية، التي تظل قليلة بالمقارنة مع تلك الموجودة في المدن الإسبانية الجنوبية.