تقود جبهة حزب الأصالة والمعاصرة (البام) حملة منظمة ومنسقة ضد حزب العدالة والتنمية (البيجيدي) ترتفع حدتها كلما اقتربت انتخابات 7 أكتوبر المقبل. وتستهدف، من جهة، تغيير مزاج وتوجهات الناخبين كما عبّروا عنها يوم 4 شتنبر 2015، حين صوّتوا بكثافة لصالح «البيجيدي» في المدن الكبرى والمتوسطة، ومن جهة ثانية تهيئة الرأي العام للقبول بهزيمة محتملة باتت تلهج بها قيادات «البام» والمقربون منه. لكن، بالنظر في الضربات التي يتلقاها حزب العدالة والتنمية، فإن مصدرها أكثر من جهة، إذ تأتي على رأسها وزارة الداخلية التي أعدت قوانين بتعديلات يحتمل أن تلحق الضرر الانتخابي بالعدالة والتنمية، وإن كانت هذا الأخير يستهين بأي تأثير لها، ثم حزب الأصالة والمعاصرة مدعوما بهيئات حزبية ونقابية وجمعيات مهنية اقتصادية، فضلا عن منابر إعلامية. محمد مدني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أدرج الضربات والضربات المضادة، التي تتسم بها حالة الصراع المتوتر في الآونة الأخيرة، ضمن «التسخينات الانتخابية»، وقال :"هناك حملة انتخابية مفتوحة الآن، لا ينقصها سوى نزول القيادات الحزبية إلى الميدان". وفي نظر مدني، فإن "حرارة المعركة الانتخابية ستبدأ في الارتفاع تدريجيا حتى يوم الاقتراع"، وطوال تلك الفترة الفاصلة عن يوم 7 أكتوبر "سيستعمل كل طرف كل ما بحوزته من وسائل لإلحاق الهزيمة بالخصم"، بما "في ذلك الوسائل غير المشروعة كالكذب والاختلاق". أما من وجهة نظر أحمد البوز، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، فإن كل الضربات التي توجه إلى حزب العدالة والتنمية، وإن كانت تفسّر ب"الصراع الانتخابي المفتوح"، فإن هناك معطى آخر بات معلنا ومكشوفا، يتمثل في "وجود جزء من الطبقة السياسية لا يريد استمرار حزب العدالة والتنمية في رئاسة الحكومة المقبلة، ويسعى بكل جهده إلى الحؤول دون حصول ذلك، وبالأساس، إزاحة أمينه العام، عبد الإله بنكيران". المعطى الأخير هو ما يفسّر، في نظر البوز، «حدة الضربات في هذا الصراع». وقدم عبد الحفيظ اليونسي، أستاذ القانون العام في جامعة الحسن الثاني، توصيفا لجبهات الصراع، مؤكدا أن عملية استهداف حزب العدالة والتنمية تتم على ثلاثة مستويات، المستوى الأولى مرتبط باللحظة الانتخابية، حيث جرى تخفيض العتبة الانتخابية من 6 إلى 3 في المائة، بغرض "التحكم القبلي في النتائج"، فيما المستوى الثاني ذو طبيعة سياسية يرمي إلى عزل العدالة والتنمية عن بقية الأحزاب والقوى السياسية والمهنية الأخرى، من خلال تصوير المعركة الحالية على أنها معركة حداثة ضد حزب محافظ ومنغلق ويهدد الحريات وقيم الانفتاح والاعتدال. أما المستوى الثالث فساحته الإعلام أساسا، التي تقتنص تصريحات قادة الحزب أو مواقف لهم، أو حتى «تدوينة» على مواقع التواصل الاجتماعي، لكي تتم «فبركة القصص» ضد الحزب. اليونسي أوضح أن «هناك استثمارا مكثفا لمثل هذه الانزلاقات الأخلاقية التي قد تقع، لكن يتم النفخ فيها وتضخيمها بشكل مبالغ فيه». تفاصيل أكثر في عدد نهاية الأسبوع من جريدة "أخبار اليوم"