"بغيت حق بنتي من المجرمين، وإلى ما خديتوش في الدنيا حتى لعند الله".. بهذه العبارة، وبنبرة حزينة ونفسية منكسرة، بدأت فاطنة فرح، أم خديجة السويدي، الفتاة القاصر التي توفيت نهاية الأسبوع الماضي، بعدما أضرمت النار في جسدها احتجاجا على إطلاق سراح 8 أشخاص تناوبوا على اغتصابها، ثم ابتزوها بنشر فيديو يوثق عملية الاغتصاب التي حدثت سنة 2015. وكشفت فاطنة فرح لموقع "اليوم24" أن خديجة غادرت منزل العائلة، بقريتها بجماعة "سكورة الحدرة"، نحو مدينة بن جرير، حيث اشتغلت نادلة في إحدى المقاهي، قبل أن تتعرض للاغتصاب. وأوضحت المتحدثة، أن زوجها توفي منذ سنوات وتركها بدون معيل تكابد مشاق الحياة، رفقة بناتها، مما اضطر خديجة للخروج مبكرا من المنزل، رغبة منها في إعالة أسرتها. وأكدت الأم المكلومة، أنها التقت ابنتها منذ أسابيع قليلة، حيث أخبرتها بأنها ستبحث عن عمل من أجل مساعدتها، قبل أن تفاجأ بخبر وفاتها حرقا احتجاجا على عدم أخذ حقها من مغتصبيها. وأشارت فاطنة فرح، أن رسالة المرحومة الأخيرة لرجال الأمن كانت هي قولها "مخديتوش ليا حقي ..أنا خديتو بيدي". وقالت :"ان ابنتها منذ اغتصابها لم تعد إلى قريتها خوفا من العار والفضيحة.. قالت لي أمي مبقى عندي وجه باش نرجع للدوار، بغيت ناخذ حقي من المجرمين". وأضافت أنها كانت دائما تصرخ أمام رجال الأمن وتعبر عن رغبتها في الانتحار إذا لم تسترجع حقها. وناشدت أم الضحية جميع المسؤولين والجمعيات الحقوقية، إلى الوقوف بجانبها حتى تسترجع حقوق ابنتها من مغتصبيها الثمانية، مستغربة إطلاق سراحهم بعد انقضاء الحراسة النظرية وتركهم طلقاء يهددون الفتاة ببث فيديو الاغتصاب الجماعي، الذي تعرضت له. وأشارت إلى أنها "حاولت أكثر من مرة إقناع ابنتها بالرجوع إلى الدوار وترك أمر المجرمين إلى الله، بعدما يئست من عدالة الأرض، لكنها فشلت في ذلك، قبل أن تنتهي فصول المأساة بإضرام النيران في جسدها". قاصر أضرمت النار في جسدها احتجاجا على إطلاق سراح 8 شبان اغتصبوها!