«إيلا سترتونا الله يفضحكم»، بهذه العبارة اختار إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، الدفاع عن مناضلي حزبه، في وجه تهم تهريب الأموال إلى الخارج، التي وجهها رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران لقيادات في حزب الاستقلال. لشكر دعا، في افتتاح أشغال المؤتمر الجهوي للشبيبة الاتحادية بأكادير، أول أمس السبت، أحزاب المعارضة إلى تفعيل لجان تقصي الحقائق في موضوع تهريب الأموال، وسيكون حينها بنكيران أول شاهد. وقال الكاتب الأول لحزب الوردة إن دستور المملكة المغربية دستور حيٌّ وديناميكيّ، فإذا لم تعمل الحكومة المغربية على محاربة الفساد وتهريب الأموال واقتناء عقارات بالخارج، فعلى المعارضة أن تُفعِّل الدستور وتحرّك اللجن البرلمانية لتقصي الحقائق». وأضاف لشكر «وقتها ستجر رئيس الحكومة إلى المساءلة البرلمانية الذي سيكون أول شاهد بعد أدائه اليمين القانونية». وبكلام لا يخلو من تهكم، قال لشكر «باش نعرفو شكون لي كايحلفو بزاف، وإن لم يكن الأمر كذلك، فإننا بصدد الأضاليل الحكومية، فالذين كذبوا على الشعب المغربي قبل انتخابات 25 نونبر 2011 التشريعية ما زالوا مستمرين في الكذب اليوم». وشدد إدريس لشكر على أن حزبه يحمل «شعار الإسلام المتنور، وضد تحويل الإسلام إلى دين للتراتبية التي عرفتها المسيحية والكهنوت، وأن الاتحاد الاشتراكي مع إسلام الأنوار والإبداع والحقوق وليس إسلام الجمود والظلام». ودعا القيادي الاتحادي، حكومة بنكيران إلى أن تكون «حكومة بسلط حقيقية، وبرئيس حكومة كرجل دولة يهتم بكل صغيرة وكبيرة»، لا إلى «حكومة تحولت جلساتها الشهرية إلى مسرحيات للفرجة والشعبوية والتضليل وتغليط; الرأي العام بوقائع اختلاسات وتهريب أموال وفساد من المفروض في رئيس الحكومة ومن مسؤوليته التبليغ عنها للقضاء لأنها جرائم خطيرة» بحسب قوله. كما رفض الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، منطق رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران في تدبير الحوار الاجتماعي في المغرب بمنهج التوافق بالقول «إن التوافق كان له معنى في المغرب عام 1998 ، حينما كان بلدنا مهددا بالسكتة القلبية، غير أننا اليوم، أمام مشاكل كبيرة تتخبط فيها البلاد، فالأغلبية الحكومية سلطة والمعارضة سلطة، ونحن لا يمكننا أن نقبل اليوم سوى القيام بدورنا كمعارضة قوية تفضح كل اختلالات تدبير الأغلبية الحكومية، لأن التوافق الذي يدعو إليه رئيس الحكومة مغشوش، والتوافق لا يمكن أن يأتي بدون نضالات وكفاحات وإلا من يضمن بأن هذا البلد سيتعرض للفتنة بعد أن تحولت اجتماعات مجلس الحكومة إلى مجلس لاقتسام الكعكة على المسؤوليات بدل اجتماع يهتم بتدارس الشأن العام المغربي وبرامج ومشاريع الشعب يوم الخميس من كل أسبوع». كما حرص إدريس لشكر، المعارض لحكومة بنكيران في طبعتيها الأولى والثانية على توجيه نصيحة للمؤتمرين من شبيبة حزبه بدعوتهم «إلى الانفتاح على الطلاب في الجامعة المغربية والتسلح بسلوكهم وأفكارهم وبالفكر التنويري لمحاربة إسلام الخمار والقشاشب وأن يتواجوا بمقرات الاتحاد الاشتراكي من أجل فتح نقاشات وتكوينهم التكوين المستمر، والانفتاح على المواطنين البسطاء منصتين لهمومهم محتضنين لطاقاتهم»، وهو ما اعتبره المعارض الاشتراكي «جوابا عن الفكر الظلامي المناوئ لتنظيمه السياسي» بحسب تعبيره. وشدد القيادي الاشتراكي إدريس لشكر، على أن المغاربة ينتظرون حل ملفات كثيرة، منها ما يتعلق بصندوق المقاصة والحماية الاجتماعية للأجراء، ومنها ما يرتبط بلغة التدريس في التعليم.