بات من المؤكد أن العلاقة بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران لم تكن في الأسابيع الأخيرة على ما يرام، خاصة بعدما حمل الخطاب الملكي الأخير بمناسبة عيد العرش رسائل مشفرة لرئيس لبنكيران. بدأ الأمر ببعض التسريبات التي نسبتها بعض وسائل الإعلام الدولية والمحلية لمصادر في القصر الملكي التي تتحدث عن غضبة ملكية على بن كيران، خاصة بعد حديثه في لقاء مع شبيبة حزبه ببوزنيقة عن وجود دولتين في المغرب، دولة رسمية يرأسها الملك محمد السادس، ودولة لا يعرف من أين تأتي قراراتها وتعييناتها، وتصريحه لموقع "الأول" أنه ليس مطالبا شرعا بنيل رضى الملك محمد السادس، بل مطالب فقط بإرضاء والدته، أما الملك فيجمعه معه الاحترام والوفاء. ويرى عدد من المتتبعين أن عبارة "أنا ممطلوبش مني الرضا ديال جلالة الملك"، قد تكون أثارت غضب الملك محمد السادس، خاصة وأنه لم يسبق لأي وزير أول أن تلفظ بها. وحمل الخطاب الملكي رسائل مشفرة لعبد الإله بنكيران، حيث جاء فيه""غير أن ما يبعث على الاستغراب، أن البعض يقوم بممارسات تتنافى مع مبادئ وأخلاقيات العمل السياسي، ويطلق تصريحات ومفاهيم تسيء لسمعة الوطن، وتمس بحرمة ومصداقية المؤسسات، في محاولة لكسب أصوات وتعاطف الناخبين"، وهي العبارة التي اعتبرها البعض موجهة لرئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، خاصة وأنها جائت متزامنة مع تصريحات منسوبة لمصدر مقرب من القصر الملكي يعرب فيها عن غضب الملك محمد السادس من تصريحات بنكيران "المسيئة لسمعة الوطن". من جهته، لم ينف رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران وجود أزمة بينه وبين القصر الملكي، واكتفى بقوله "خليوني مني للملك"، وهو ما فتح الباب أمام تحليلات وتسريبات إعلامية كثيرة وصلت إلى حد الحديث عن تعليق محمد السادس لمهام بنكيران. إلى ذلك، ظهر رئيس الحكومة لأول مرة يقبل يد الملك محمد السادس أثناء حفل الولاء، وهو ما رأى فيه البعض محاولة من بنكيران ل"التصالح" مع الملك محمد السادس.