كشفت لائحة الدول الإفريقية التي سارعت إلى التوقيع على ملتمس، خلال قمة الاتحاد الإفريقي الأخيرة، يدعو إلى تجميد عضوية البوليساريو ضمن هذه المنظمة القارية، تخلّف مصر عن وضع توقيعها في الوقت الذي حصل الملتمس على توقيعات 28 دولة إفريقية صديقة للمغرب. ففي الوقت الذي فسّر فيه مصدر دبلوماسي مغربي رفيع تخلّف بعض الدول التي تعتبر صديقة للمغرب عن توقيع الملتمس بضيق المدة التي تم خلالها تقديم الوثيقة وجمع توقيعات زعماء الدول عليها، ومواجهة بعض الوفود صعوبات في التشاور مع قادتها الذين لم يحضروا القمة، يسقط هذا العذر عن الحالة المصرية، حيث حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيا أشغال القمة، كما استقبل الأسبوع الماضي في القاهرة وزير الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، الذي نقل إليه رسالة ملكية في سياق التحضيرات التي سبقت إعلان المغرب عودته إلى الاتحاد الإفريقي. الخبير المغربي في الشؤون الإفريقية، الموساوي العجلاوي، قال إن «تونس لم توقع على غرار النيجر ومالي، وهذا ناتج عن التخوف من الانتقام الجزائري، فيما موريتانيا مازالت ضحية اعتقاد أنها ستلعب دورا أكبر من حجمها في ملف الصحراء». ويظلّ السؤال الكبير برأي العجلاوي هو موقف مصر التي لم توقع، «وأنا أعتقد أنها بدورها منزعجة من عودة المغرب كقوة اقتصادية ودينية إلى إفريقيا، وتعتبر المغرب حاجزا أمام توسيع نفوذها في هذه القارة».