بعد الإعلان التاريخي عن عودة المغرب للاتحاد الإفريقي، من خلال الرسالة الملكية التي وجهها جلالة الملك محمد السادس لرئيس المنظمة من اجل توزيعها على باقي قادة الدول، أبدى هؤلاء ردود فعل إيجابية بهذا الشأن، بالنظر للدور الذي أصبح يضطلع به المغرب على المستوى الإفريقي من خلال مؤهلاته ومنشآته. وقدموا ملتمسا يرحبون فيه بقرار المملكة، العضو المؤسس لمنظمة الوحدة الافريقية، والتي تحظى مساهمتها الفعالة في الاستقرار والتنمية بالقارة باعتراف واسع، العودة إلى الاتحاد الافريقي، ويعتزمون العمل من أجل تفعيل هذه العودة الشرعية في أقرب الآجال، بالإضافة لقرارهم العمل مستقبلا لتعليق مشاركة البوليساريو في جميع أنشطة الاتحاد الإفريقي وجميع أجهزته، وذلك للمساهمة إيجابيا في جهود المنظمة لتسوية النزاع القائم حول الصحراء المغربية. وأضاف نفس الملتمس، الذي وجهه علي بونغو اونديمبا، رئيس جمهورية الغابون، لرئيس الاتحاد الإفريقي ادريس ديبي اتنو، باسم 28 دولة إفريقية في مقدمتها الكونغو والكوت ديفوار والسنغال، أن قرارها يرمي بالإساس لإرساء أكبر وحدة وتضامن بين الدول الافريقية، والدفاع عن سيادتها ووحدتها الترابية، والنهوض بالسلم، والأمن والاستقرار بالقارة، وتعزيز التعاون الدولي، أخذا، على أتم وجه، بعين الاعتبار ميثاق الأمم وخلق شروط ملائمة تمكن القارة من الاضطلاع بدورها في الاقتصاد العالمي. وحول هذا الموضوع، قال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، في تصريح ل «العلم»، إن انضمام المغرب للاتحاد الإفريقي حُسم في الرسالة الملكية التي وجهها صاحب الجلالة للمنظمة، والتي تؤكد أن المغرب قرر الدفاع عن مصالحه في إفريقيا من داخل الاتحاد وليس من خارجه، كما كان في السابق. وفي نفس السياق، اعتبر موساوي العجلاوي، الباحث بمعهد الدراسات الإفريقية، أن عودة المغرب للاتحاد الافريقي قد تمت سياسيا، بيد أن عودته الفعلية ستكون في القمة المقبلة مطلع سنة 2017، مضيفا في تصريح ل»العلم»، أن التوصية التي تقدمت بها 28 دولة إفريقية ضد البوليساريو، و التي قد يصل عددها ل40 دولة داعمة للمغرب، هدية من هذه الدول الصديقة للمملكة بمناسبة عودتها للاتحاد، إضافة لاعتبارها المغرب فاعلا قويا في القارة الإفريقية، وأن عودته ستؤثر على موازين القوى داخلها. خاصة وأنها ستسبب إزعاجا كبيرا للدول الداعمة للأطروحة الانفصالية وفي مقدمتها جنوب إفريقيا والجزائر، الداعمة والمحتضنة للبوليساريو، والتي ستسعى للحد من التأثيرات السياسية لقرار المغرب. وقال نفس المتحدث، إن هناك العديد من التساؤلات يطرحها المراقبون، تتعلق بإحجام مصر عن التعبير عن موقفها حول هذا الموضوع، في ظل الموقف المفهوم لكل من تونس ومالي والنيجر التي لديها تخوفات من الجزائر، كما على المغرب ان يحيي الموقف الشجاع لليبيا. وأكد العجلاوي، على أنه صار من الضروري أن يعمل المغرب على متابعة هذه العودة للاتحاد بتأسيس مفوضية مغربية مختصة في العلاقات الإفريقية، بالإضافة إلى النشاط داخل منظمة الاتحاد الإفريقي من خلال ترأس إحدى لجانه للتأكيد على العودة القوية للمغرب للدفاع عن مصالحه في إفريقيا.