حالة استنفار قصوى تشهدها منذ أيام ولايات أمن مدن: طنجة، البيضاء، أكاديرومراكش، وذلك تزامنا والاستعدادات للاحتفالات بقدوم السنة الميلادية الجديدة إذ استنفرت جميع الوحدات والأجهزة الأمنية، ووضعت على أهبة الاستعداد للتدخل في حالة وقوع كل ما من شأنه أن يعكر مزاج المحتفلين خلال هذه الليلة. وأفادت مصادر أمنية من مدينة طنجة، أن تعليمات صدرت لتشديد الحراسة في الأماكن الحساسة بالمدينة ك «الكازينو» وفنادق الخمس نجوم، بالإضافة إلى الملاهي الليلة التي تشهد في هذه الليلة سهرات صاخبة، يحييها فنانون قادمون من بلاد المشرق العربي. وبحسب مصدر داخل مندوبية السياحة فإن فنادق المدينة امتلأت عن آخرها، وكذلك بالنسبة للشقق السياحية التي تضاعف ثمنها خلال هذا الأسبوع الأخير من شهر دجنبر. ويأتي الاستعداد للاحتفالات خلال هذه السنة في الوقت الذي ما تزال عناصر الأمن في طنجة عاجزة عن حل جرائم الرصاص التي هزت المدينة، وسط تخوفات من تكرار حادث مماثل خلال احتفالات ليلة رأس السنة. أما في مدينة مراكش التي تحولت هذه الأيام إلى قبلة لشخصيات عالمية وازنة بينهم رؤساء دول ورياضيون وفنانون وسياسيون، فتبدو فيها درجة التأهب الأمني في أعلى مستوياته. ويتخوف المراكشيون من أن تشهد مدينتهم خلال احتفالات رأس السنة نفس أحداث السنة المنصرمة، حين وقعت حالات انفلات أمني تمثلت في السرقة بالنشل التي تعرض لها بعض السياح الأجانب، وكذا رشق بعض سيارات الأمن بواسطة الحجارة من طرف بعض القاصرين المخمورين قرب مطعم «ماكدونالدز» وحانة «بلازا» بالمدخل الجنوبي لمراكش، على الطريق المؤدية إلى مدينة الدارالبيضاء. بالمقابل، يعيش الفندق الأسطوري «المامونية» منذ أكثر من أسبوع أجواء أمنية استثنائية لتأمين زيارة ضيوف كبار. ورجحت مصادر متطابقة أن تكون من بينهم عقيلة الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية، والتي سبق لها أن قامت خلال السنة الماضية بزيارة العديد من المواقع السياحية بالمدينة الحمراء. وفي مدينة أكادير التي يحج إليها آلاف السياح على مدار السنة، فقد عقد اجتماع على مستوى ولاية أمن المدينة من أجل تعزيز التواجد الأمني بالمنطقة السياحية للمدينة، تفاديا لأي أحداث غير متوقعة من أجل تأمين احتفالات أعياد الميلاد في ظروف عادية. وقد حظيت كنيستا اليهود والنصاري على مستوى شارع مراكش، وعلى مقربة من شارع الحسن الثاني بحراسة مشددة لتأمين أجواء رأس السنة الميلادية. وصرح مصدر مسؤول ل «أخبار اليوم» أنه تم توزيع رجال السلطة والشيوخ والمقدمين على مستوى المنطقة السياحية حيث الفنادق والإقامات السياحية، كما تعزز الحصيص الأمني لكل الدوائر الأمنية على مستوى الشريط الساحلي التابعة للدائرة الثامنة بولاية الأمن، تحت إشراف مباشر وبتنسيق مع والي ولاية أمن أكادير. وأوضح نفس المصدر، أن أحياء «تالبورجت» و «الباطوار» و «الداخلة» و «الموظفين» و «السلام» ستتعزز بتغطية أمنية مكثفة، تفاديا لأي شغب أو توثر بمداومة 24 ساعة على 24 بتنسيق تام مع مختلف السلطات الترابية والأمنية. وفي مدينة الدارالبيضاء، رفعت مصالح الأمن درجة اليقظة والحذر إلى المرحلة القصوى، وأكد مصدر أمني أن هذه الإجراءات «الاحترازية» تأتي في إطار السهر على حماية أمن المواطنين وممتلكاتهم، من أي اعتداء محتمل تزامنا والاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة. وشرعت مصالح الأمن في وضع «الترتيبات» التي تصاحب عادة قدوم السنة الميلادية الجديدة، وقد تم نصب حواجز أمنية( باراجات) في مناطق سيدي البرنوصي، ليساسفة، السالمية، مدخل دار بوعزة، لتفتيش السيارات المشتبه بها والبحث عن المسروقة على الصعيد الوطني، كما نشرت مصالح الأمن بمركز المدينة دوريات راجلة في الشوارع الرئيسية، كما عززت الحراسة في محيط البعثات الديبلوماسية والمعابد اليهودية. وتوصل رجال الشرطة العاملون في الدوائر الأمنية بتعليمات من رؤساء المناطق، تحثهم على توخي أقصى درجات الحيطة والحذر وتنظيم حملات تمشيطية للمناطق المصنفة في دوائرهم ك «نقط سوداء» مع إخضاع أي مشتبه به في الشارع العام لتحقيق الهوية بعد اقتياده إلى مصالح الديمومة. واعتادت ولاية أمن البيضاء، قبيل حلول كل سنة ميلادية، رفع حالة الاستنفار الأمني إلى «اللون الأحمر»، كإجراء روتيني تحسبا لأي طارئ، كما دأبت قوات الأمن في مثل هذه المناسبات على تعزيز تواجدها في المناطق الحساسة: من نقاط حدود ومطارات وسفارات وقنصليات الدول الغربية والمنشآت السياحية والمالية والفنادق، حيث ينزل السياح الأجانب بكثرة.