أنهت مؤخرا غرفة الجنايات الاستئنافية، الجولة الثانية من محاكمة بطلة الجريمة البشعة، التي هزت حي الزرهونية صيف 2009 بمدينة مكناس، بإدانتها بالمؤبد، بعد أن آخذتها المحكمة من أجل تهمة " القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد وتشويه جثتي ابنها وشقيقته". وبرأت المحكمة في نفس الملف، الابن الثالث للجانية، والذي أنكر علمه بالحادث لوجوده حينها بمدينة خنيفرة، حيث لم تقف المحكمة على ما يثبت تورطه ومشاركته في هذه الجريمة، إلى جانب عاشق المتهمة المدانة، الذي حصل هو الآخر على البراءة في تهمة المشاركة في القتل العمد، وأدانته بشهرين حبسا نافذا بتهمة "الفساد"، بعد أن اعترف أمام المحكمة بعلاقته غير الشرعية مع المتهمة. وتعود تفاصيل هذه القصة الدرامية التي هزت مدينة مكناس، إلى صيف 2009، عندما كان الضحيتان، الأخ و شقيقته، يعاقران الخمر بمنزل والدتهما بحي الزرهونية، قبل أن ينشب بينهما خلاف حول مبلغ من المال، فتطور الخلاف من ملاسنات إلى مشاداة انتهت بتوجيه الأخ، طعنة قاتلة بواسطىة سكين لشقيقته، ثم عاد ليكمل سهرته بالقرب من الجثة، بعدها فاجأته أمه خلال عودتها من الجيران، لتجد ابنتها جثة هامدة، فكان ردها أن اختارت الانتقام لابنتها الوحيدة، بمباغتة ابنها و توجيه ضربة قاتلة له على مستوى الرأس بواسطة ساطور. و كشفت خلاصات الأبحاث التي أجرتها الشرطة والمحققون في تتبعها لهذه القضية، أن الأم الجانية، أقدمت على قطع جثتي ابنها و ابنتها، ووزعت أطرافهما على أكياس بلاستيكية، وضعتهما بأماكن متفرقة بمدينة مكناس، فيما عبئت الجزء الباقي بحقيبتين للسفر، و تخلصت من الحقيبة الاولى بمحطة سيدي قاسم بعد ان وضعتها في القطار القادم من فاس نحو مدينة مراكش، فيما تركت الحقيبة الثانية في القطار المتجه الى مدينة الدارالبيضاء. وقد قادت حينها، عملية اكتشاف الأطراف البشرية بكل من الدارالبيضاء و مراكش و مكناس، إلى فك لغز هذه الجريمة بعد أن أظهرت نتائج خبرة مركز الطب الشرعي "الرحمة" في الدارالبيضاء، بتعاون مع وحدة البصمات الجينية التابعة للمصلحة البيولوجية بالمختبر الوطني للشرطة العلمية و التقنية، هوية الضحية الشابة (نوال، 27 سنة حلاقة)، و الضحية الثاني نبيل في عقده الثالث و هو سائق سيارة لحمل البضائع. الأم أنكرت في جميع أطوار البحث معها، قتلها لابنها و تشويهها لجثته و جثة شقيقته بغرض التخلص منهما، حيث حاولت إلصاق التهمة بعصابة تشتغل لفائدة خليجيين لتهجير الفتيات إلى الخليج، غير أن كل القرائن أدانت الأم و التي انهارت أمام المحققين و اعترفت بجريمتها و كشفت بأنها انتقمت لابنتها الوحيدة، بعد أن قتلها شقيقها.