بعد مرور أزيد من أربع سنوات على الجريمة العائلية البشعة، التي هزت حي الزرهونية بمدينة مكناس، وامتدت تداعياتها إلى مدينتي الدارالبيضاءومراكش. بعد أن عثر المحققون على أطراف آدمية بحقائب معدة للسفر بقطارين قادمين من فاس، أدانت غرفة الجنايات الاستئنافية بمكناس، أول أمس الأربعاء، المتهمة الرئيسة، وهي أم الضحيتين، بالسجن المؤبد، بعد أن أدانتها المحكمة بتهمة «القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وتشويه جثتي ابنها وشقيقته»، فيما تمت تبرئة الابن الثالث للجانية، الذي أنكر علمه بالحادث لوجوده حينها بمدينة خنيفرة، حيث لم تقف المحكمة على ما يثبت تورطه ومشاركته في هذه الجريمة. وتعود تفاصيل هذه القصة الدرامية الواقعية إلى صيف 2009، عندما كان الضحيتان، الأخ وشقيقته، يعاقران الخمر بمنزل والدتهما بحي الزرهونية، قبل أن ينشب بينهما خلاف حول مبلغ من المال، فتطور الخلاف من ملاسنات إلى مشادات انتهت بتوجيه الأخ طعنة قاتلة بواسطة سكين إلى شقيقته، ثم عاد ليكمل سهرته بالقرب من الجثة، بعدها فاجأته أمه خلال عودتها من عند الجيران، لتجد ابنتها جثة هامدة، فكان ردها أن اختارت الانتقام لابنتها الوحيدة، بمباغتة ابنها وتوجيه ضربة قاتلة إليه على الرأس بواسطة ساطور. وكشفت خلاصات الأبحاث، التي أجرتها الشرطة والمحققون في تتبعهم لهذه القضية، أن الأم الجانية أقدمت على تقطيع جثتي ابنها وابنتها، وتوزيع أطرافهما على أكياس بلاستيكية، ووضعها بأماكن متفرقة بمدينة مكناس، فيما عبأت الجزء الباقي في حقيبتين للسفر، وتخلصت منهما عبر وضع الأولى بالقطار القادم من فاس نحو مدينة مراكش، والحقيبة الثانية بالقطار المتجه إلى مدينة الدارالبيضاء.