بعد يوم واحد من منع عدد من أعضاء جماعة العدل والإحسان من الاعتكاف في مسجد حمزة ببركان، أقدمت السلطات بمدينة وجدة على منع أعضاء من الجماعة ذاتها من الاعتكاف في حوالي 11 مسجدا، حاولوا الاعتكاف فيها، مساء أمس. وبحسب مصدر من الجماعة، فإن المنع طال، أيضا، مسجدا في مدينة زايو (إقليمالناظور). و كشف المصدر ذاته أن السلطات في مدينة وجدة، تدخلت، مساء أمس الأحد، مباشرة بعد صلاة التراويح في مساجد الفرقان، ومعاذ بن جبل، والغزالي، والصفة، والوحدة، والمدينة المنورة، وأبو عبيدة بن الجراح، والرضوان، والخلفاء الراشدون، والسمارة، وعملت على إخلاء الراغبين في الاعتكاف فيها. وبعد المنع انخرط أعضاء الجماعة في وقفات احتجاجية كما هو الشأن في مدينة زايو، حيث رفعوا شعارات تندد بالمنع، وتؤكد أن الاعتكاف حق مشروع. وفي هذا السياق، اعتبر زهير بوشيخي، أحد قياديي الجماعة في المنطقة الشرقية، أن المنع رد فعل طبيعي من جانب الدولة، التي تحاول "تشديد قبضتها على الشأن الديني"، على حد تعبيره. وأكد المتحدث نفسه، في اتصال هاتفي مع "اليوم24″، أن المنطقة الشرقية كانت تعرف نوعا من الفسحة، غير أنه في السنوات الأخيرة "غير المخزن من سياسته". وأضاف أن أعضاء الجماعة، وأشخاص آخرين، لا تربطهم أية علاقة بالجماعة، حاولوا استصدار تراخيص من أجل الاعتكاف، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك. وأشار بوشيخي إلى أن السلطات منعت الاعتكاف في أحد المساجد، خلال السنة الماضية، في تاوريرت، على الرغم من الترخيص بذلك. وتساءل في هذا السياق عن السند القانوني والشرعي، الذي يدفع السلطات إلى منع الاعتكاف في المساجد. يذكر أن السلطات أقدمت، أول أمس السبت، على منع الاعتكاف أيضا بمسجد حمزة في مدينة بركان بالطريقة نفسها. وأكد محمد مقدمي، أحد المعنيين بالأمر، أن القوات العمومية مباشرة بعد صلاة التراويح، عملت على إخلائهم من المسجد، ونزع خيمة كانوا قد نصبوها داخله لتكون مأوى لهم خلال مدة الاعتكاف. وأكد المتحدث نفسه في اتصال مع "اليوم 24" أن هذا المسجد عرف منذ 20 سنة خلت بإحياء سنة الاعتكاف، لكن منذ ثلاث سنوات بدأت السلطات بمنع الاعتكاف فيه، وحاولوا الراغبون في الاعتكاف العودة فجر اليوم الموالي، إلا أن السلطات منعتهم من جديد. من جانبه، قال حميد الإدريسي، المندوب الجهوي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في وجدة، أنه بخصوص الاعتكاف يتم الاعلان مسبقا من طرف مصالح وزارة الأوقاف عن المساجد، التي يرخص فيها بذلك. وأكد في اتصال هاتفي مع "اليوم24" أنه على مستوى مدينة وجدة تم تخصيص مسجد عمر بن عبد العزيز، المجاور لبلدية وجدة ليكون مكانا للاعتكاف بالنسبة إلى النساء، ومسجد الأمة (المعروف بمسجد الملحاوي)، ومسجد الشهداء للرجال. وأضاف حميد الإدريسي أن من يرغب في الاعتكاف لن يجد ما يعترضه، شريطة أن يتقدم بالطلب في الوقت المحدد، مبرزا أن الطلبات، تحال على الجهات الأمنية "حتى نكون مطمئنين من الناحية الأمنية"، لأن المساجد تتوفر على ممتلكات ثمينة من مكيفات، وزراب وغيرها من التجهيزات، ومن الضروري الاطمئنان إلى عدم المس بهذه الممتلكات.