في حادث مروع حدث، فجر أمس السبت، بمدينة تازة، كادت أن تكرر واقعة «سفاح» مدينة الجديدة الذي قتل عشرة من أفراد عائلته في أبريل الماضي، بعدما اعتدى شاب في عقده الثاني بواسطة سكين من الحجم الكبير على أبيه وأمه وأخيه وزوجة أخيه، وأصابهم بجروح متفاوتة الخطورة. وحسب المعطيات الأولية التي حصلت عليها «أخبار اليوم» من مصادرها الخاصة، فإن الحادث وقع بالحي الهامشي «الملحة» بضواحي مدينة تازة، حينما دخل الشاب بعد وجبة السحور من ليلة الجمعة – السبت، في حالة هستيرية حادة وصراخ كسر الهدوء الذي يخيم على الحي، قبل أن يهاجم أفراد عائلته بواسطة سكين من الحجم الكبير، ووجه طعنة إلى أبيه على مستوى البطن، حينما حاول هذا الأخير قطع أنفاس ابنه الهائج عبر وضع يده على فمه لمنعه من الصراخ وإزعاج الجيران فجرا، مما زاد من هيجان الشاب الذي طارد أخاه وأصابه هو الآخر على مستوى الصدر وأسفل الظهر، قبل أن ينهي اعتداءه على أفراد عائلته بجرح أمه وزوجة أخيه جروحا خفيفة. وأضافت نفس المصادر أن الجيران وبعد أن استيقظوا على صراخ الشاب وأفراد عائلته، تجمهروا أمام منزل الضحايا، لكن لا أحد منهم تجرأ على ولوج البيت لنجدة أم الشاب وزوجة أخيه اللتين تمكنتا من الانسلال إلى الشرفة المطلة على الخارج وشرعتا في طلب النجدة، حيث حضر عناصر الشرطة عقب إشعارهم من قبل الجيران، وتمكنوا من كسر باب الشقة واعتقلوا الشاب الهائج الذي صعد إلى السطح وهو ينتشي بسيجارته، لكنه لم يبد أية مقاومة خلال توقيفه. ونقل الضحايا ال4 إلى المستشفى الإقليمي ابن باجة، حيث غادرت مساء اليوم الأحد، الأم وزوجة ابنها المصاب المستشفى، فيما نقل الأب وابنه في حالة حرجة إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني، وذلك بسبب الجروح الغائرة التي أصيب بها الأول على مستوى البطن، وابنه أصيب على مستوى الصدر وأسفل الظهر، حيث خضعا لتدخل طبي عاجل ووضعا تحت العناية الطبية المركزة بقسم الإنعاش. وحصلت الجريدة على معطيات مثيرة من مصادرها، كشفت أن المحققين من عناصر الشرطة وجدوا صعوبات كبيرة في استنطاقهم للشاب المعتقل والمتهم بالاعتداء بالسلاح الأبيض على أفراد عائلته، لمعرفة ملابسات إقدامه على طعن أمه وأبيه وأخيه وزوجته، حيث حصل المحققون ضمن تجمعيهم للمعطيات من مسرح الجريمة والجيران، وكذا خلال استماعهم لتصريحات أم المتهم وزوجة أخيه، بأنه يعاني من خلل نفسي وعقلي منذ سنوات، وأنه بات خلال المدة الأخيرة مدمنا على تناول المخدرات، فيما لجأت عائلته إلى رفضها مده بما يطلبه من مال، للحيلولة دون اقتنائه للمخدرات ودفعه إلى تناول الأدوية المخصصة لعلاجه من الإضرابات النفسية التي تنتابه من حين لآخر. وينتظر أن يتم تقديم الشاب المتهم أمام الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بتازة، غدا الثلاثاء، بتهمة الضرب والجرح والإيذاء العمدي في حق الأصول ومحاولة القتل، وسيُحال ملفه على قاضي التحقيق وسيخضع للخبرة النفسية والعقلية بمستشفى ابن الحسن للأمراض النفسية والعقلية بفاس، للتأكد من حالة المتهم النفسية والعصبية، والتي يُعتقد أنها وراء إقدامه على اعتدائه المفاجئ على أفراد عائلته بعد وجبة سحور يوم أول أمس السبت.