تراهن السلطات الإسبانية على التعجيل بمحاكمة الجهاديين المغاربة المعتقلين في سجونها كسلاح زجري لمواجهة الاختراق الداعشي في السنوات الأخيرة لمغاربة إسبانيا، خاصة المقيمين بجهة كتالونيا والثغرين المحتلين سبتة ومليلية، إذ تم في أقل من شهر محاكمة 12 جهاديا مغربيا بتهم مختلفة ابتداء من توجيه تهديدات للملك محمد السادس وتجنيد وإرسال مقاتلين من الشمال المغربي إلى العراقوسوريا للقتال في صفوف داعش وبقية الجماعات الإرهابية التي تقاتل هناك، حسب تقارير صحفية اسبانية. صحيفتا «الفانغوارديا» و»الدياريو» الإسبانيتان كشفتا أنه ستبدأ صباح اليوم الاثنين بالمحكمة الوطنية بمدريد «محاكمة» مجموعة من الجهاديين المغاربة ينتمون إلى خلية تنشط ما بين المغرب وإسبانيا تم تفكيكها سنة 2014، بتهم إرسال جهاديين مغاربة إلى سورياوالعراق، ويعتقد أنهم لقوا حتفهم هناك، وكذلك جمع أموال على شكل «تبرعات» من بعض المساجد في إسبانيا من أجل تمويل نشاطاتهم الاستقطابية والتجنيدية والدعائية لصالح التنظيم الإرهابي جبهة النصرة التابع لتنظيم القاعدة. في هذا الصدد، يواجه بعض الجهاديين المغاربة الذين تم الكشف عن هويتهم، وهم محمد خلوق ولحسن إقصريين وإسماعيل أفلاح وهشام بشنتوف وعمر الحراشي، عقوبات حبسية تصل إلى 51 سنة، أي 8 سنوات لكل واحد منهم، باستثناء الجهادي المغربي لحسن إقصريين الذي طلب المدعي العام بالحكم عليه ب11 سنة سجنا، باعتباره زعيم تلك الخلية التي أطلقوا عليها «كتيبة الأندلس»، والتي تضم مغاربة وإسبانيين وبلغاريين وأرجنتينيين. ويعتبر الجهادي لحسن إقصريين أكثر الجهاديين المغاربة المتابعين ارتباطا بالقاعدة، إذ تم ترحيله في سنة 2005 إلى إسبانيا من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد قضائه ثلاث سنوات في السجن الرهيب «غوانتانامو»، لمتابعته بتهم الانتماء لصفوف القاعدة قبل أن يتم إطلاق سراحه، ليتم اعتقاله في سنة 2014. مصادر إسبانية كشفت أن الخلية التي يقودها المغربي إقصريين أرسلت على الأقل 5 مقاتلين أجانب إلى سوريا أغلبهم مغاربة وكلهم لقوا حتفهم هناك، كما هو حال المغربيين بلال ح وعبد اللطيف المرابط، اللذين لقيا حتفهما بمدينة حلب بالضبط سنة 2012 في صفوف جبهة النصرة. محاضر التحقيق مع «القاعديين» المغاربة توضح كيف أن عمر الحراشي، واحد من القياديين في هذه الخلية التي كانت تنشط بين المغرب وإسبانيا، انتقل سنة 2013 قبل اعتقاله بسنة من مدريد إلى المملكة من أجل تأسيس ما سموه تأسيس نواة جديدة بالمغرب لتزويد جبهة النصرة بالمقاتلين الأجانب المغاربة. تجدر الإشارة إلى أن الجهاديين المغاربة ال12 الذين يحاكمون في أقل من شهر ينتمون لأربع خلايا، 3 خلايا داعشية وخلية لحسن إقصريين الموالية لجبهة النصرة التابعة للقاعدة.