في ظل توالي تفكيك الخلايا الإرهابية التي تعمل على الاستقطاب والتجنيد وإرسال المقاتلين الأجانب في كل من المغرب وإسبانيا لتعزيز صفوف الجماعات الإرهابية في مختلف مناطق النزاع في العراقوسوريا، أصدرت المحكمة الوطنية الإسبانية بمدريد حكما بالسجن يصل إلى 114 عاما في حق 11 جهاديا من أصول مغربية، اعتقلوا في يونيو 2013 بمدينة سبتةالمحتلة، في إطار عملية "ثيستو" بتهم الاستقطاب والتجنيد وإرسال المقاتلين الأجانب من المغرب وإسبانيا إلى سوريا، للانضمام إلى الجماعات الإرهابية ( جبهة النصرة والدولة الإسلامية)، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الإسبانية أوربا بريس. في نفس السياق، وطبقا لنص الحكم الذي يتكون من 462 صفحة، فإن أعلى العقوبات السجنية، والتي وصلت إلى 12 عاما، لكل واحد كانت من نصيب المغربيين كريم عبد سلام محمد (المعروف ب" ماركيتوث") وإسماعيل عبد اللطيف العلاء (المعروف ب"ستيفو")، ابرز عنصرين في الخلية، في حينا توزعت ال90 سنة الأخرى على كل من المعتقلين التسعة: عبد الكريم شعيب عبد العزيز ومحمد هيوف محمد وطارق مصطفي أحمد وعبد سلام أحمد وياسين أحمد العربي وعبد الواحد صديق محمد وعبد السميح العياشي عبد سلام ونور الدين أحمد عبد الله ورشدي عبد سلام عبد الله. وطبقا لمنصوص الحكم فإن العقوبات، التي طالت أفراد "خلية سبتة 2013″، أخذت فيها بعين الاعتبار درجة " تطرف وخطورة" أعضاء الخلية، التي "انضموا إليها، وهم واعون كل الوعي بالخدمات الجلية التي يقدمونها، من خلال إرسال مقاتلين، لجماعات إرهابية تابعة للقاعدة تنشط في سوريا تسعى إلى فرض الشريعة والدولة الإسلامية، وفي النهاية، الخلافة الكونية بالقوة ". وفي علاقة بزعمي الخلية السباتويين كريم عبد سلام محمد (المعروف ب" ماركيتوث")، والبالغ من العمر 41 عاما، وإسماعيل عبد اللطيف العلاء (المعروف ب"ستيفو")، 40 عاما، اللذين تحدث عنهما نص الحكم بالتفصيل، فإن الأول كان مكلفا، بالضبط، بتجنيد وإرسال انتحاريين إلى سوريا، في إطار ما يسمى تحديد الأدوار، كما كان يتواصل هاتفيا مع عبد العزيز المهدلي، زعيم كتيبة طارق بن زياد، أغلب مقاتليها مغاربة؛ في حين أن الثاني (ستيفو) كان يقيم في بروكسيل، سافر مرارا وتكرارا إلى تركيا لتأمين مرور جهاديين من تركيا إلى سوريا. في هذا الصدد، أكد نص الحكم أن أفراد الخلية تمكنوا ما بين 2012 و2013 من إرسال على الأقل 28 مقاتلا أجنبيا إلى مناطق النزاع في العراق والشام، عشرة منهم من أصول مغربية (من سبتة)، كما أن ثمانية منهم لقوا حتفهم هناك. يذكر أن التحقيقات من المحكومين ال11 كشفت أنهم لم يكون يرغبون، شخصيا، في السفر إلى سوريا، بل كانوا يسعون إلى الجهاد من داخل سبتة، وذلك ما تبين من خلال مكالمة هاتفية للمعتقل أحمد العربي (المعروف ب"بيستو"، والتي أسر فيها لزوجته نيته في المشاركة في عمليات مسلحة داخل إسبانية، في هذا الصدد، اعترف لها قائلا:" نحن لدينا الجهاد هنا في سبتة، لهذا ليس من الضروري السفر إلى هناك".