أيام قليلة بعد إعلان الحزب أن أعضاء تيار بلا هوادة، الذي يتزعمه عبد الواحد الفاسي المنتمين إلى المجلس الوطني يعتبرون في حكم المستقيلين من المجلس الوطني بناء على مقتضيات القانون الداخلي الذي يعتبر كل عضو بالمجلس في حكم المستقيل عند التغيب 3 دورات بدون عذر، ولم ينته الجدل الذي خلقه تأكيد شباط، الأمين العام لحزب الميزان، عن هذه الإقالة التي قيل بأنها «الطرد» من برلمان الحزب، حتى أعلن أول أمس، بشكل غير رسمي من طرف برلمانيي الحزب عن تأسيس تيار جديد داخل حزب علال الفاسي. التيار الجديد الذي اختار له مؤسسوه اسم «حزب الاستقلال دائما»، أعلن عن تشكيله على هامش الاجتماع الأسبوعي للفريق النيابي لحزب الاستقلال الذي يضم 61 نائبا، ووفق مصدر من المؤسسين لهذا التيار، رفض الكشف عن هويته، أكد ل»اليوم24» أن التيار الجديد سيعقد ندوة صحفية في بداية يناير المقبل للكشف عن مواقفه مما يجري داخل الحزب، وأيضا للكشف عن متزعميه الذين سيكونون في الغالب من البرلمانيين الشباب والذين «لهم وزنهم داخل حزب الاستقلال» يقول المصدر نفسه، قبل أن يضيف إن «المؤسسين اتفقوا على أن يكون هذا التيار فرصة لرأب الصدع الذي يعاني منه حزب الاستقلال في الوقت الراهن». المصدر ذاته كشف أن الحزب في ظل هذه الصراعات أصبح معرضا ل»الضياع»، وهو الأمر الذي دفع بالبرلمانيين المجتمعين إلى تأسيس «تيار توافقي»، سيحاول وفقا لما أكده المصدر نفسه «تقريب وجهات النظر بين المتصارعين داخل الحزب، سواء تيار بلا هوادة، الذي يتزعمه عبد الواحد الفاسي أو شباط وأعضاء اللجنة التنفيذية»، نافيا أن يكون التيار موجها ضد أي جهة من الجهات داخل الحزب «ما يهمنا يقول المصدر ذاته هو جمع شتات الحزب، ففي الوقت الذي كان لزاما على حكماء الحزب وعلى رأسهم أعضاء مجلس الرئاسة، التدخل لحل الخلافات بين المتصارعين، اختاروا التزام الصمت لاعتبارات معينة». البرلمانيون اعتبروا أن المنتفعين من الصراع الذي يعيشه الحزب، هم «خصومنا السياسيون وعلى رأسهم «البيجيدي» الذي يتلذذ بهذا الصراع»، يقول برلماني حضر اللقاء التأسيسي، قبل أن يضيف «الصراع اليوم في الحزب يبين أنه صراع مواقع، برز بشكل قوي بعد المؤتمر الأخير للحزب إذ وصل إلى المحاكم، ولا علاقة له بصراع المبادئ أو الأفكار». ويسعى قادة التيار ببدء الضغط على القيادة الاستقلالية وعلى أعضاء اللجنة التنفيذية وحتى على التيار الآخر (بلا هوادة) من قبة البرلمان، وسيعقد أعضاء هذا التيار اجتماعا مع الطرفين قبل الإعلان عن التأسيس ل»البحث عن أرضية مشتركة» على حد تعبير المصدر نفسه. حميد شباط من جانبه، أكد في تصريح ل» اليوم24» أنه يرفض الوساطة داخل الحزب، مشيرا إلى أن القرارات المتخذة في الفترة الأخيرة «هي تنفيذ وإعمال للقانون الأساسي للحزب»، وتدشين لمرحلة جديدة مرحلة «الحكامة والشفافية داخل الحزب»، وأبدى شباط معارضة واضحة لتأسيس تيار جديد داخل الحزب، على اعتبار أن الحزب لا يعيش صراعا بقدر ما يتعلق الأمر بتحول من «التدبير العائلي لشؤون الحزب إلى مرحلة جديدة تتسم بالإنصات إلى القواعد والأخذ برأيها في علاقة تشاركية لتدبير شؤون الحزب»، قبل أن يؤكد «الحزب قائم إلى الأبد والأشخاص إلى زوال، ونحن نسير على نهج الرواد الأوائل، ويجب أن يعرف الجميع أن هناك فرقا كبيرا بين من تعذب للوصول إلى القيادة ومن ولد وهو في القيادة».