رزئ المشهد الثقافي المغربي بفقدانه لأحد أعلام الشعر العامي «الزجل». يتعلق الأمر بالشاعر محمد الراشق الذي توفي عن سن يناهز الثامنة والخمسين، حيث وافته المنية فجر يوم 18 غشت بمدينة مكناس. ولد محمد الراشق في 20 غشت 1955 بمدينة مكناس حيث تشكلت شخصيته الإبداعية. وقد بدأ الراحل محمد الراشق يكتب الشعر الفصيح وبرع فيه، قبل أن تجعله سطوة «الزجل» يتفرغ نهائيا للكتابة بالدارجة المغربية، ويبرع فيها. تأثر الراشق ببعض شعراء وشيوخ الملحون الذين كانوا من أصدقاء والده المرحوم امحمّد بن احميدو الراشق، ومنهم على الخصوص المرحوم المنشد البارع الحسين التولالي والمرحوم بركام والشاعر الملحون الفذ المرحوم حمود بن إدريس السوسي، والملحن الغربي الكبير محمد بن عبد السلام. وقد دخل إلى عالم البحث في الملحون بعد تأثره وتتلمذه الأولي على يد المرحوم محمد الفاسي، وقد اشتغل تحت رئاسته ولسنوات باللجنة الوطنية المغربية للتربية والثقافة والعلوم. كما نهل من معين الأستاذ أحمد سهوم، وبعدها استفاد كثيرا من الكاتب عباس الجراري. وللراحل محمد الراشق الشاعر الزجال والباحث العديد من القصائد في الزجل والملحون محفوظة في خزانة الإذاعة والتلفزة. كما أنتج برامج حول الحكايات الشعبية، وبرنامج آخر حول تراث البادية. كما ظل يشغل، إلى حين وفاته، منصب مدير مركز اليونسكو لملتقى الثقافات بالخميسات– المغرب، كما كان رئيس مؤسس لنادي اليونسكو بمكناس عام 1976. وعمل في الآن ذاته مديرا لمهرجان الخميسات للسينما الآسيوية، وكاتبا عاما للرابطة المغربية للزجل. وهو عضو مؤسس لمجموعة جسور السلام الموسيقية بمكناس. وفيما يتعلق بالجوائز، فقد نال محمد الراشق جائزة الزجل بميسور عام 2004. كما حاز على ميدالية اليونسكو لإنقاذ مدينة فاس، وميدالية التنمية الثقافية من وزارة الثقافة الصينية، ودرع الاتحاد العالمي لأندية اليونسكو بدولة الكويت. كما له العديد من المؤلفات، من بينها: «من أجل التفاهم الدولي تأليف مشترك» (1986)، «الزطمة على الما» (ديوان زجلي 1999)، «ندوة الملحون المغربي- تأليف مشترك» (2001)، ديوان في الشعر الزجلي بعنوان «مكسور الجناح» (2005)، «دراسة تحليلية حول أنواع الزجل والملحون بالمغرب» (2008)، الخ. كما انكب قبل وفاته على مشروع متكامل لتطوير الملحون، مع دراسات مقارنة لاكتشاف العديد من الإشارات الإنسانية في هذا الفن الرائع.