ربما تتحول انتخابات الرئاسة الأمريكية إلى واحدة من أكبر المنافسات في العالم التي تعبر عن الافتقار للشعبية. وأظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز ومؤسسة إبسوس ونشرت نتائجه أمس الخميس أن نحو نصف الناخبين الأمريكيين الذين يؤيدون إما المرشحة الديمقراطية المحتملة هيلاري كلينتون أو المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب لانتخابات الرئاسة الأمريكية قالوا إنهم سيحاولون بالأساس منع الطرف الآخر من الفوز. وقال لاري ساباتو مدير مركز السياسات بجامعة فرجينيا إن النتائج تشير إلى تعمق الانقسام الفكري بالولاياتالمتحدة حيث تتزايد مخاوف ناخبي كل طرف من الطرف الآخر وهو شعور تفاقم وسط التوقعات التي ترجح أن تدور المنافسة بين قطب العقارات والسيدة الأولى السابقة. وقال ساباتو "تسمى هذه الظاهرة التحزب السلبي." وأضاف "لو كنا نريد تعظيم الأثر لما استطعنا أن نجد مرشحين أفضل من ترامب وكلينتون." وكسب ترامب مؤيدين جذبتهم تصريحاته الحادة ومقترحاته المتشددة بما في ذلك دعوته لحظر دخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة وتعهده بإجبار المكسيك على تحمل تكلفة إقامة جدار حدودي ووعده بإعادة التفاوض على اتفاقيات التجارة الدولية. ونتيجة لجاذبية كلينتون وزيرة الخارجية السابقة بين الناخبين الذين يسعون لاستمرار سياسات الرئيس باراك أوباما فإنها نجحت في التقدم بفارق حاسم في سباق مرشحي الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة لكنها تجد معارضة شرسة بين من خاب أملهم لأنهم لم يشهدوا تقدما كبيرا في عهد أوباما. وسأل الاستطلاع المشاركين عن السبب الرئيسي الذي يحرك تأييدهم لترشح ترامب أو كلينتون في الانتخابات التي تجري في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني. وقال نحو 47 في المئة إن السبب الرئيسي لتأييدهم له هو أنهم لا يريدون أن تفوز كلينتون. وقال 43 في المئة إن دافعهم الرئيسي هو الإعجاب بمواقف ترامب السياسية بينما قال ستة في المئة إنه يعجبهم شخصيا. وسادت إجابات مشابهة بين مؤيدي كلينتون. وقال نحو 46 في المئة إنهم سيصوتون لها لأنهم لا يتخيلون أن يصبح ترامب رئيسا بينما أشار 40 في المئة إلى أنهم يتفقون مع مواقفها السياسية وقال 11 في المئة إنهم معجبون بها شخصيا. وشمل الاستطلاع الذي أجري بين 29 أبريل نيسان و5 مايو أيار 469 ناخبا محتملا لترامب و599 ناخبا محتملا لكلينتون. وبلغ هامش مصداقية النتائج خمس نقاط مئوية.