على الرغم من تأكيده للمحققين، لحظة استنطاقه بعد اعتقاله في الثامن من أبريل الجاري، أنه تراجع في آخر لحظة عن قرار تفجير حقيبته خلال الاعتداءات الإرهابية التي هزت بروكسيل يوم 22 مارس المنصرم، إلا أن معطيات جديدة كشفتها صحيفة " La Dernière Heure " البلجيكية تفيد أن الجهادي المغربي محمد عبريني لم يتراجع، في الحقيقة، عن قرار تشغيل تلك المتفجرات التي كانت في حقيبته كما جاء في شهادته، بل كان ينوي تفجيراها، غير أن قوة الانفجار الأول ألقته بعيدا عن حقيبته، مما صعب عليه الوصل إليها، ليضطر للهروب من المطار. في هذا الصدد، جاء في تقارير إعلامية بلجيكية أخرى أن بعد مراجعة فيديوهات كاميرات التسجيل في المطار الدولي لبروكسيل اتضح أنه بعد تفجير الانتحاري الأول لحقيبته، حاول الجهادي الثاني المغربي محمد عبريني تفجير حقيبته إلا أنه فوجئ بقوة الانفجار، حيث سقط بعيدا، وبينما كان يحاول العودة إلى حقيبته لتفجيرها، اعترض طريقه سيل من المسافرين الهاربين من المطار، وبعد فقدانه الأمل في الوصول إليها، قرر في النهاية ترك الحقيبة ومغادرة المطار، لأنه كان يعلم أن الانتحاري الثالث سيفجر حقيبته أيضا، علما أن الانتحاريين اللذين تمكن من تشغيل المتفجرات المتواجدة في حقيبتيهما هما إبراهيم البكراوي ونجيم العشراوي من أصول مغربية. المصادر ذاتها كشفت أيضا أن أول ما قام به المنفذين الثلاثة المغاربة لاعتداءات بروكسيل عند الوصول للمطار هو الإطلاع على "لوحة الاستشارية" للطائرات التي ستقلع من المطار، قبل ان يتوجهوا إلى مكاتب الرحلات المتوجهة إلى إسرائيل وأمريكا وروسيا. من جهتها، رفضت النيابة العامة البلجيكية، اليوم الجمعة، تأكيد أو نفي المعلومات التي أوردتها صحيفة " La Dernière Heure " ومواقع أخرى، كما تجنت تقديم أي تفاصيل حول سير التحقيقات مع الجهاديين محمد عبريني وصلاح عبد السلام اللذين يقبعان في السجون البلجيكية. وعلى صعيد متصل، كشف التلفزيون البلجيكي " VTM " أن نجيم العشرواي الانتحاري المغربي بمطار Zaventem ببروكسيل، كان يعرف جيدا المطار، إذ سبق واشتغل فيه لمدة لا تقل عن 5 سنوات حتى سنة 2012 بعقود مؤقتة مع شركة تعمل بالمطار، مضيفة أن العشرواي غادر إلى سوريا بعد انتهاء عمله في المطار، قبل ان يعود لبلجيكا ليقوم بتفجير المطار، هذا علما ان نجيم العشرواي اشتغل لمدة شهرين كعامل نظافة في البرلمان الأوروبي ما بين 2009 و2010. المصدر ذاته أشار إلى تلقي الشرطة البلجيكية رسالة تفيد بوجود 50 متعاطفا مع التنظيم الإرهابي داعش يشتغلون في نفس المطار.