من المنتظر أن يخلف فاضل بنيعيش أحمد ولد سويلم على رأس التمثلية الدبلوماسية المغربية بإسبانيا. وقد ظل بنيعيش طيلة سنوات حكم الملك محمد السادس، المسؤول عن الشؤون الإسبانية في الديوان الملكي تأكد الخبر الذي أوردته جريدة «أخبار اليوم»، في عددها ليوم الأربعاء، بشأن إعفاء السفير المغربي أحمد ولد سويلم من مهامه كسفير للمغرب بمدريد، وتعيين فاضل بنيعيش سفيرا عوضا عنه. جريدة «إلبايس «الإسبانية زكت فالخبر في عددها ليوم الخميس، معتمدة مصادر دبلوماسية . وتضاربت الأراء بشأن أسباب إعفاء ولد سويلم. ففي الوقت الذي اعتبر الصحافي الإسباني بيومية الباييس «اغناسيو سامبريرو»، في اتصال هاتفي، أن الأمر لا يتعلق «بإقالة مباشرة»، بل إن ولد سويلم» انتهت مدة أربع سنوات ولم يُجدّد له الملك رغم أنه لم يقض عمليا سوى ثلاث سنوات»، محتملا أن يحظى « ولد سويلم بسفارة أخرى»، قال مصدر إعلامي آخر بمدريد، رفض الكشف عن هويته، إن الملك محمد السادس اتخذ هذا القرار أثناء زيارة خوان كارلوس الأخيرة للمغرب في يوليوز الماضي. الصحافي الإسباني «أنطونيو باكيرو»، المتخصص في الشؤون المغربية، قال «أعتبر أن تعيين ولد سويلم كان مزعجا للإسبان منذ اعتماده سنة 2010، حيث تلقى الإسبان تعيينه، على أنها رسالة تفيد أن المغرب يضع قضية الصحراء في موقع محوري من العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين». بينما أشار مصدر إعلامي مغربي مقيم بإسبانيا إلى أن ولد سويلم فشل فيما راهن عليه المغرب، حين تصور أن المسؤول السابق بالبوليساريو يمكنه خلق تحولات في ملف الصحراء داخل إسبانيا، وأن ولد سويلم سيستثمر شبكة علاقاته السابقة ومعرفته بطرق اشتغال الجبهة الانفصالية في الأوساط الدبلوماسية الأوروبية، خصوصا وأن تعيينه جاء مباشرة بعد إثارة قضية «أميناتو حيدر» في جزر الكاناري، غير أنه لم يحقق أي تقدم. فيما أشارت وسائل إعلام أخرى إلى أن ولد سويلم خاض صراعا خفيا ضد سعد الدين العثماني، الذي كان يحذره من تجاوزه، غير أن ولد سويلم كان يفضل التعامل مع المستشار الملكي للشؤون الخارجية الطيب الفاسي الفهري مباشرة. بالنسبة إلى السفير الجديد يتساءل الإسبان كيف يتم تعيين مواطن إسباني سفيرا في إسبانيا، وقال سامبريرو، «السفير الجديد والدته تدعى كارمن، وهو حامل للجنسية الإسبانية وتشير مصادر في القنصلية الإسبانية إلى أن جواز سفره الإسباني على وشك الانقضاء». وحسب «إغناسيو سمبريرو»، في مقال له ب«إلباييس»، فقد ظل فاضل بنيعيش طيلة سنوات حكم الملك محمد السادس، المسؤول عن الشؤون الإسبانية في الديوان الملكي. حيث قاد في دجنبر 2001 ، جولة من المفاوضات مع خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، ثم مع الأمين العام للحزب الاشتراكي، خلال الأزمة الثنائية بين إسبانيا والمغرب، ثم مسؤولا عن العديد من المفاوضات الثنائية الأخرى مع السلطات الإسبانية حيث التقى أثناء أزمة جزيرة ليلى بشكل سري مع سالغادو، السفير الإسباني بالرباط إذ ساهم في إقناع إسبانيا بسحب قواتها من الجزيرة. وإلى جانب الجهود السياسية، فإنه يقوم بدور الوسيط الاقتصادي بين الشركات الإسبانية الكبرى والقصر الملكي الإسباني وتقديم مقترحات أعمالهم. وتتساءل وسائل الإعلام الإسبانية عن السر في عدم تعيين فاضل بنيعيش مستشارا ملكيا، على الرغم من الصداقة الكبيرة التي تجمع بين الملك وفاضل بنيعيش ابن طبيب الحسن الثاني الذي قتل أثناء المحاولة الانقلابية الأولى بقصر الصخيرات. وتجدر الإشارة إلى أنه خلال الأشهر الأخيرة غادر فاضل بنيعيش الديوان الملكي لمتابعة مشروع تجاري في الرباط يضم مخابز عصرية في ملك عائلته، غير أنه في شتنبر المنصرم سيظهر مرة أخرى في لقاءات مع الملك، وخاصة تلك المتعلقة بتنمية سياسة جديدة للهجرة من قبل المغرب .