كشفت صحيفة "الباييس" الإسبانية أن ارتفاع صادرات الطماطم المغربية صوب دول الاتحاد الأوربي تحول إلى مصدر قلق كبير بالنسبة إلى منتجي ومصدري الطماطم الإسبانية، على غرار الفرنسيين والإيطاليين، مضيفة أن المغرب ينافس الإسبان في كل الأسواق الأوربية. الصحيفة ذاتها أوضحت أن الصادرات المغربية من الطماطم بلغت خلال الموسم الفلاحي الأخير حوالي 250 ألف طن بتعريفة جمركية منخفضة، تقدر ب0.46 أورو على كل كيلوغرام، علاوة على 28 ألف طن إضافية من المتوقع أن يصدرها إلى الاتحاد الأوربي. في هذا الصدد، كشف موقع " Agroprecios.es " الإسباني المتخصص في تقديم أسعار المنتجات الفلاحية في السوق، أن شاحنات الطماطم القادمة من المغرب أفرغت في السوق الفرنسي "St.Charles" في بيربيان أكثر حوالي ثلاثة ملايين كيلو غرام من الطماطم في يوم واحد، 29 مارس الجاري، أي حوالي 2285 طنا من الطماطم المستديرة، و491 من الطماطم الكرز؛ في المقابل، حسب المصدر ذاته، صدرت إسبانيا في اليوم نفسه، حوالي 211 طنا من الطماطم المستديرة، و19 طنا من الطماطم الكرز، أي أن الفرق بين الصادرات المغربية تجاوزت نظيراتها الإسبانية في يوم واحد بحوالي 230 ألف كيلو غرام، أي أن الصادرات الإسبانية أقل من المغربية بنسبة 1107 في المائة. الموقع ذاته أشار إلى سعر الكيلو غرام الواحد من الطماطم المغربية بشكل عام بلغ، يوم أمس الأربعاء، ما بين 5.5 دراهم و7 دراهم، وهو السعر الذي ادعى الموقع نفسه أنه يتجاوز سعر الكيلو غرام الواحد، المتفق عليه ما بين الاتحاد الأوربي والمغرب، والذي لا يتجاوز 5 دراهم. على صعيد آخر، أورد الموقع ذاته أن سوق "St.Charles " الفرنسية استقبلت، أمس، أيضا، حوالي 231 طنا من الفلفل، مقابل 180 طنا صدرتها إسبانيا، مما يعني أن الصادرات المغربية من الفلفل تتجاوز نظيراتها الإسبانية ب51 طنا تقريبا، أي أن هناك تقاربا بين الطرفين؛ فيما بلغت صادرات المغرب من الفاصوليا إلى سوق "St.Charles" في اليوم نفسه حوالي 285 طنا، في حين أن إسبانيا لا تصدر هذا النوع من الخضروات؛ كما أن الكوسة المغربية، على غرار الطماطم، لاتزال أيضا مصدر إزعاج للأسبان بعد أن تم تسجيل تصدير المغرب في اليوم نفسه للسوق ذاته حوالي 325 طنا من مقابل 100 طن كصادرات إسبانية. صحيفة "الباييس" أشارت إلى أن قلقل واستياء وتوجس الإسبان لديه تفسير آخر، على غرار ارتفاع صادرات المغرب، خصوصا الطماطم صوب السوق الأوربية، وهو تنامي الصادرات المغربية صوب السوق الروسية في مقابل تراجع الصادرات الإسبانية. تجدر الإشارة إلى أنه في إطار سعيها لمحاصرة الطماطم المغربية طالبت مجموعة الاتصال للطماطم للجنة المشتركة الإسبانية والإيطالية والفرنسية، من روما، والاتحاد الأوربي بتطبيق "بند الإنقاذ" بعد التأكد من أن الواردات القادمة من المغرب تهدد استقرار السوق الأوربية، إلى جانب تغيير طريقة حساب قيمة الواردات في إطار الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوربي، من خلال وضع قيمتين قياسيتين للواردات تفرقان بين الطماطم المستدير والكرز، من أجل حماية، فعلا، الاتحاد الأوربي من الواردات غير المنظمة لهذا البلد".