أدى دخول الطماطم المغربية أخيراً إلى الاتحاد الأوروبي بأسعار منخفضة من السعر المتفق عليه في اتفاق الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، إلى انخفاض سعرها بحوالي 43%، مقارنة مع نفس الفترة في السنة الماضية، وقدر سعر الكيلوغرام الواحد ب 0.46 أورو. ولم يخف الفلاحون الاسبان انشغالهم بهذه الوضعية، فقد أعلن مكتب منسقية المزارعين وكبار مربي المواشي بألميريا، جنوبإسبانيا عن قلق أعضائه من تواصل اجتياح الطماطم المغربية للسوق الأوروبية، مضيفاً أن هذه الوضعية أدت إلى انخفاض الإنتاج المحلي بألميريا بنسبة 30%، وأن تدفق الطماطم المغربية على السوق الأوروبية يصادف موسم الإنتاج في الإقليم الإسباني. وأعلن المكتب استناداً على معطيات للجنة الأوروبية أن حجم واردات المغرب من الطماطم تجاوز 17 ألف طن، وهو ما يشكل منافسة شديدة للطماطم الإسبانية التي تسوق بسعر عال، رغم أن جودتها تساوي جودة الطماطم المغربية. وتوقع المسؤول في مكتب من+سقية المزارعين وكبار مربي المواشي بألميريا أن يتكبد قطاع زراعة الطماطم بألميريا خسائر كبيرة، خصوصاً أن المغرب ينوي تنويع صادراته الفلاحية من غير الطماطم، كالقرع والفلفل الأخضر، والخيار والبطيخ بأنواعه. وأعلن المسؤول أن قطاع زراعة الطماطم بالميريا في إسبانيا، يعيش حاليا وضعية حرجة، مثل التي عرفها منذ 8 سنوات ، أي سنة 2000، عندما دخل أول اتفاق بين المغرب والاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ. للإشارة فقد تعرضت في السابق منتوجات فلاحية مغربية للتلف من طرف فلاحين إسبان بألميريا وذلك عندما كانت معبأة في شاحنات في طريقها إلى أوروبا ، وكبدت هذه العملية خسائر كبيرة للفلاحين المغاربة. وأشارت مصادر مطلعة أن إسبانيا تتوعد بإلحاق عقوبات بكل دول شمال إفريقيا التي قد تدخل منتوجات فلاحية إلى الاتحاد الأوروبي بأسعار تقل عن تلك المعتمدة في الاتحاد. بالمقابل، أعلنت مصادر أن هناك إقبالا كبيراً على الطماطم المغربية في أوروبا ليس فقط لجودتها العالية بل أيضا لثمنها المنخفض. وهو ما يدفع المنتجين الإسبان إلى محاولة عرقلة تصدير الطماطم المغربية للاتحاد الأوروبي بل وإيقافها.