جمال وهبي حل، صباح اليوم السبت، بمدينة تطوان أكثر من 200 يهودي من إسرائيل ومن إسبانيا، وعدة دول أوربية أخرى في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، وذلك لحضور موسم "الهيلولة". ويضم الوفد يهودا من مختلف البلدان، خاصة إسرائيل وفرنسا وإسبانيا، إلىجانب اخرين من مدن مغربية مختلفة. وخففت مصالح الأمن بتطوان هذا الموسم من رقابتها على الوفد اليهودي، عكس السنوات الماضية، تجنبا للفت الانتباه، حيث عرفت السنوات الثلاثة الأخيرة فرض حراسة أمنية مشددة على أماكن إقامة الوفد اليهودي. وحسب برنامج الزيارة التي ستمتد إلى غاية يوم غد الأحد ، فإن اليهود سيترحمون على أرواح عائلاتهم بالمقبرة اليهودية بتطوان وفق طقوسهم العبرية، فيما نظموا هذا اليوم حفلا في النادي الثقافي اليهودي وقداسا دينيا يهوديا آخرا في بيعة ابن الوليد بحي القدس (الملاح) سابقا. ويعتبر الرابين إسحاق ابن الوليد، الملقب من طرف الطائفة اليهودية ب "العادل"، أحد أكثر الحاخامات تبجيلا وتقديرا من طرف اليهود السفرديم، حيث قامت حكومة الأندلس في عهد رئيسها السابق مانويل شافيس، وهو من مواليد تطوان، بترميم بيته الموجود في تطوان. واتسمت الهوية اليهودية التطوانية بتدينها البالغ وتشددها في الالتزام الحرفي بالدين اليهودي ومعتقدات التوراة والتلمود، ويمكن هنا الإحالة على دراسات حاييم زعفراني حيث أحصت دراسات عبرية وجود 652 وليا ضمنهم 126 مشتركا بين المسلمين واليهود و15 وليا مسلما يقدسه اليهود و90 وليا يهوديا عند المسلمين، فيما يتنازعون في 36 وليا، كل واحد منهم ينسبه إليه. كما سبق لصامويل يوسف بنعيم أن أصدر في 1980 دراسة مفصلة عن مراسيم ما يزيد عن خمسين هيلولة (احتفال ديني يهودي مغربي) مرتبطة بمواسم الأولياء اليهود بالمغرب التي تبرز حالة السعي اليهودي بالمغرب للتماهي مع الحاخامات وتجديد هذا السعي سنويا. ولم يبق في مدينة تطوان اليوم سوى 6 يهود من بين حوالي 5000 يهودي كانوا يعييشون بالمدينة، متفرقين بين حي الملاح اليهودي، ووسط المدينة بشارع الإنسانشي، وذلك حسب الفئات الاجتماعية. بعضهم كان ميسور الحال يعمل في مجال بيع المجوهرات، بحي الطرافين والأزياء والأحذية العالية الجودة، فيما كانت فئة أخرى منهم تنتج الملابس التقليدية، وبيع بعض المنتجات الغذائية كالأجبان بحي الملاح، فيما اشتغل آخرون ببعض الإدارات الإسبانية، كالقنصلية الإسبانية العامة أو ببعض فروع المؤسسات البنكية الإسبانية بالمدينة.