تزامنا مع الدعوة إلى ترميم المعابد اليهودية بجميع ربوع المملكة، حل بمدينة تطوان وسط إجراءات أمنية استثنائية، يوم الجمعة 15 فبراير الجاري، أكثر من 350 يهوديا من إسرائيل ومن إسبانيا، وعدة دول أوربية أخرى في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، وذلك من أجل ممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية اليهودية المسماة ب «الهيلولة»، وذلك احتفاء بموسم الولي الصالح اليهودي الرابين إسحاق بن الوليد الملقب» العادل «، ويضم الوفد يهودا مغاربة إسرائيليين وآخرين من دول أوربية كإسبانيا وفرنسا وهولندا ، كما يحضر اليهود التطوانيون المقيمون بالأندلس، وبكل من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، هذا إلى يهود أمريكا اللاتينية والكاريبي بالإضافة إلى يهود من الدارالبيضاء وفاس والصويرة . وحسب برنامج الزيارة التي ستختتم يوم الأحد المقبل، فإن الحجاج اليهود سيقومون بالترحم على أرواح عائلاتهم بالمقبرة اليهودية بتطوان وفق طقوسهم العبرية، فيما ينتظر أن ينظموا يوم السبت حفلا تقليديا وفنيا في النادي الثقافي اليهودي الذي ضربت عليه حراسة مشددة، كما يضم البرنامج قداسا دينيا يهوديا آخرا في بيعة ابن الوليد بحي القدس (الملاح) سابقا.
وحسب آخر الإحصائيات، فإنه لم يتبق في تطوان أو كما يسميها اليهود أورشليم الصغرى، سوى سبع أو ثماني عائلات يهودية، حيث لم تعد تقام الصلوات في معبد المدينة لعدم اكتمال النصاب في الصلوات اليهودية، في الوقت الذي كانت المدينة تأوي 35 ألف يهودي قبل أن يهاجر بعضهم إلى ما يسميها اليهود ب «الأرض الموعودة»، أو الهجرة إلى دول أوربية أو أمريكا اللاتينية. وتعرف زيارة الوفد اليهودي لمدينة تطوان إنزالا أمنيا مكثفا، تزامنا مع المقابلة التي سيجريها فريق المغرب التطواني برسم عصبة الأبطال الإفريقية، حيث تفرض الأجهزة الأمنية المغربية حراسة أمنية مشددة على فنادق المدينة الفخمة التي يقيم بها الوفد اليهودي الذي قدم مصحوبا بأشخاص «أجانب» لتأمين إقامتهم كإجراء احتياطي.
هذا في الوقت الذي عرفت ولاية أمن تطوان وبعض المصالح الاستخباراتية عقد اجتماعات على أعلى مستوى من أجل ضمان أمن وسلامة اليهود الزائرين للحمامة البيضاء، وهي الزيارة التي تعود اليهود القيام بها في مثل هذا التوقيت كل سنة حيث تحاط بسرية تامة، تخوفا من ردود فعل غير متوقعة من طرف المعارضين لها . كما تتخوف الأجهزة الأمنية من استغلال بعض الجهات مقابلة المغرب التطواني للتظاهر على هاته الزيارة .
وحسب المعتقدات اليهودية، يعتبر الرابين إسحاق ابن الوليد، الملقب من طرف الطائفة اليهودية ب «العادل»،أحد أكثر الحاخامات تبجيلا وتقديرا من طرف اليهود السفرديم. وحسب الدراسات الأنتروبولوجية للطائفة اليهودية المغربية، اتسمت الهوية اليهودية التطوانية بتدينها البالغ وتشددها في الالتزام الحرفي بالدين اليهودي ومعتقدات التوراة والتلمود، كما أكدت العديد من الدراسات وجود 652 وليا صالحا يؤمن بها اليهود، ضمنهم 126 مشتركا بين المسلمين واليهود و15 وليا مسلما يقدسه اليهود و90 وليا يهوديا عند المسلمين، فيما يتنازعون في 36 وليا، كل واحد منهم ينسبه إليه.