الإسبان الذين اختاروا العيش في المغرب، يخلخلون النمو السكاني بسبتة ومليلية، هذا ما جاءت به يومية "الباييس" الاسبانية، حين أشارت إلى أن أزيد من 200 تلميذ يدرسون في المدارس السبتاوية يعبرون الحدود يوميا من المغرب نحو سبتة ومليلية. العديد من الإسبان العاطلين يختارون العيش في المغرب لأنه أرخص ولكنهم يسجلون أبنائهم في مدارس سبتة، إذ يعبر يوميا أكثر من 200 طفل إسباني الحدود لأن مدارسهم توجد داخل المدينةالمحتلة، وهو ما علق عليه مندوب الحكومة في المدينة التي تتمتع بالحكم الذاتي، فرانسيسكو غونزاليس بيريز، حين قال " يحق للأطفال الذين اضطر اهاليهم للعيش في المغرب لأسباب اقتصادية، أن يتلقوا تعليمهم هنا" لكن المشكل لدى حكومة سبتة لا يطرح بالنسبة للاسبان الذين ألقت بهم الأزمة إلى المغرب بل في أطفال الأسر المغربية القريبة للحدود، في كل من الفنيدق وبليونش والذين يسجلون أبناءهم في مدارس سبتة بطريقة غير قانونية، حيث يشير تقرير نشرته اليوم صحيفة "الباييس"، الى أن هؤلاء التلاميذ وآبائهم والعديد من الاسبان من أصل مغربي يتحملون مسؤولية الزيادة الأخيرة في عدد سكان مدن سبتة ومليلية، مقابل تراجع ديموغرافي مستمر في إسبانيا لأن عددا كبيرا من المهاجرين والخريجين الإسبانيين الشباب تركوا البلاد بحثا عن وظيفة. ومنذ بداية الأزمة في عام 2008، ازداد عدد سكان سبتة ب 9.2٪ ( من 77389 إلى 84504 نسمة) ، ومليلية ب 17.2 ٪ ( من 71448 إلى 83762 ) بسبب معدلات المواليد العالية وفوق كل شيء، و الهجرة من شبه الجزيرة. وفيما يخص المشاكل التي يطرحها العبور اليومي لهذا العدد من التلاميذ، قال المندوب الحكومي بسبتة "بيريز غونزاليس" في تصريحات صحافية،"إنها ظاهرة بدأت قبل أربع أو خمس سنوات ومعظم الأسر من المسلمين الإسبان العاطلين عن العمل والقادمين من الأندلس وكاتالونيا وفالنسيا ومدريد وغيرها، يجدون الإيجار في سبتة ، ويواصلون جمع التعويضات عن البطالة، ويضمنون العيش في مكان أرخص". وتستغل هذه العائلات التي تنقسم بين الجالية المغربية المجنسة والتي عصفت بها الازمة، وبين الاسبان الذين انتقلوا للعيش في المغرب، فرصة القرب من المدينةالمحتلة لتعليم أبنائهم في سبتة، رغم صدور أمر من وزارة التربية والتعليم، مارس 2010 ، على أن التلاميذ الذين يتم قبولهم في المدارس العامة أو الخاصة بمدن الحكم الذاتي يجب عليهم إبراز شهادة تبين أن الأسرة أقامت منزلها هناك.