أثار فيلم غربي جديد الكثير من الجدل بعد اختيار ممثلين بيض البشرة لتجسيد شخصيات مصرية، معيدا للواجهة طريقة تصوير العرب على الشاشة في الدراما الغربية. عندما بُث الفيلم الدعائي القصير للعمل الملحمي الجديد "غدز أوف إيجبت" (آلهة مصر)، استدعى رد الفعل الغاضب عليه من قبل المشاهدين اعتذارا من قبل الشركة المنتجة "لَيونز غيت"، ومخرجه أليكس بوياس، بعدما أُسندت أدوار الشخصيات المصرية في الفيلم كلها تقريبا وحصريا إلى ممثلين بيض البشرة. وأصبح هذا العمل أحدث فيلم يثير الجدل بشأن تغيير القائمين عليه الطابع العِرقي لشخصياته، عبر إسنادها لممثلين من أصل عِرقي آخر. وقد جاء ذلك في شهر تواصل فيه اهتمام مختلف وسائل الإعلام بالجدل حول مدى التنوع العِرقي للمرشحين لنيل جوائز الأوسكار. فبينما يبدو إغفال وجود الممثلين والمخرجين سود البشرة في حفل توزيع الجوائز، التي تقدمها أكاديمية العلوم والفنون السينمائية الأمريكية، أمرا مجحفا على نحو لا يصدق، فإن هناك "أقليات" أخرى لا تزال تعاني من التهميش في عالم المشاهير والأضواء. فمع طغيان الوضع في الشرق الأوسط على الساحة الإخبارية الدولية، بدا أن هناك توجها في الفترة الأخيرة لتناول موضوعات عربية في الأعمال الغربية، سواء كان ذلك عبر أفلام سينمائية حققت نجاحا كبيرا مثل "أمريكان سنَيبر" (قناص أمريكي)، الذي رُشح لنيل العديد من جوائز الأوسكار عام 2015، أو مسلسلات تليفزيونية أمريكية متألقة وجذابة مثل "تايرانت" (الطاغية) الذي يتحدث عن سلالة حاكمة مستبدة في إحدى الدول العربية الخيالية. (سيعرض الجزء الثالث من هذا العمل العام الجاري، وهو من إنتاج ذات الشركة المنتجة لمسلسل هوملاند، أو ‘أرض الوطن'). في واقع الأمر، هذا التوجه ما هو إلا تعلق مرضي بات بالياً: فمنذ الأيام الأولى ل"هوليوود"، يُصوّر العرب على شاشات السينما والتليفزيون في الغرب على أنهم شخصيات تثير الخوف، أو تحظى بالقداسة على نحو مفرط وغير عقلاني. وحتى الأفلام الصامتة لا يزال بوسعها أن "تحدثنّا" مطولا عن ذلك، بداية من تلك الجاذبية القاتلة التي اكتست بها شخصية الممثلة ثيودوجا بر غودمان (التي كان اسمها الفني ثيدا بارا الذي يمثل بالأحرف اللاتينية إعادة ترتيب لمفردتي "أراب ديث" (أو الموت العربي)، وصولا إلى رودلف فالنتينو، الذي جسّد خيالات المستشرقين في فيلم "ذى شيخ" (الشيخ) عام 1921. وأدى ظهور الأفلام الناطقة إلى تثبيت هذه الصورة النمطية إلى الأبد تقريبا. وفي كتاب صدر عام 1984 بعنوان "العرب على شاشة التليفزيون"، يلخص الكاتب جاك شاهين – مؤلف كتاب "العرب الأشرار على شاشة السينما: كيف تشوه هوليود شعبا"- الصورة السائدة للعرب على الشاشات الغربية، بأنها تحصرهم في أدوار "المليارديرات، والراقصات، ومفجري القنابل". عن البي بي سي عربي