لا تزال جثة حسناء أيت بلحسن، قريبة عبد الحميد أباعوض، الجهادي البلجيكي من أصل أصل مغربي، في معهد الطب الشرعي في باريس، وذلك بعد حوالي ثلاثة أشهر من الأحداث الإرهابية التي هزت عاصمة الأنوار، ومقتل حسناء وعبد الحميد في تدخل رجال الأمن في شقة في سان دوني. والدة حسناء، كانت أمس الجمعة، رفقة محاميها، على موعد مع المسؤولين في قنصلية فرنسا للحصول على جثة الشابة قصد أخذ الجثة لنقلها ودفنها في المغرب، غير أن الإجراءات لا تزال ثابتة، ولم يتم الوصول إلى أي اتفاق، حسب ما أكده مُحامي العائلة في حديث مع موقع "Metro news" الفرنسي. وأوضح فابسان ندومو، في حديث مع المصدر نفسه، أن "لم تتوصل عائلة موكلتي بأي إشارة، أو ضوء أخضر من المغرب لدفن الجثة في المملكة، لا نزال في انتظار الرد.. القنصل أكد أن الملف تم تحويله إلى الرباط، لكن لا إجابات". وأضاف مُحامي حسناء أيت بولحسن، أن "هي مواطنة مغربية، وتستحق أن تُدفن في المغرب"، موضحا أن دفن موكلته في المغرب سببه مادي بالأساس، :"دفن جثمان حسناء في فرنسيا يسكلف حوالي 40 ألف درهم. وسألنا القنصل إن كان المغرب سيدعم هذه المصاريف، لكن بدون رد". وكان يوسف، شقيق حسناء، قد وصف شقيقته ب"المعقدة"، مؤكدا في حديث سابق مع "Daily Mail"، أنها وصلت لمرحلة ترفض فيها قبول أي نصيحة. "كنت أطلب منها خلال المناسبات النادرة التي أتحدث فيها معها، بأن تتصرف على نحو أفضل"، مضيفا :"شقيقتي كانت ضحية العنف منذ صغرها، تعرضت لسوء المعاملة والرفض في الوسط العائلي، ولم تتلق الحب الذي تستحق من جميع النواحي، منذ بلوغها سن الخامسة، وهي في حضن عائلة غير عائلتها"، مشيرا إلى أنها كانت تعيش رفقة أسرة بالتبني. ووصف المتحدث ذاته شقيقته حسناء ب"المتهورة" خلال فترة المراهقة، حيث دائما ما كانت مع "الرفقة السيئة.. لم يسبق لي أن رأيتها تقرأ القرآن، وبدأت في ارتداء الحجاب قبل شهر فقط"، مسترسلا، أنها كانت شابة عادية "تحب الكحول والسجائر". وغادرت عائلة أيت بولحسن المغرب صوب فرنسا سنة 1973، حيث استقرت في باريس، وولدت حسناء البالغة من العمر 26 سنة، في فرنسا، وبالضبط في منطقة كليشي لاغارين. وبرز اسم حسناء، بعد أن قام رجال الأمن الفرنسيين، بمحاصرة منزل بمنطقة سان دوني في ضواحي باريس، حين توصلوا بمعلومات تفيد أن إرهابيين يحتمون بالمنزل المذكور، ومع بدء المحاصرة سمع دوي انفجار ليكتشف رجال الأمن أن الأمر يتعلق بأول عملية انتحارية تقوم بها امرأة في الأراضي الفرنسية.