لاتزال "حرب الأرقام" سيدة الإضراب العام الذي نفذته المركزيات النقابية الأربع، اليوم الأربعاء، فبينما أكدت النقابات بشكل رسمي نجاح الإضراب بنسبة 84 في المائة، ذكر مصدر حكومي أن النسبة لم تتجاوز إلى حدود الثانية بعد الزوال 30 في المائة. وذكرت النقابات في بيان رسمي، يتوفر "اليوم24″ على نسخة منه، أن "المشاركة في الإضراب العام الوطني فاق كل التوقعات"، موضحين أن حركة الإضراب "شلت" عجلة الإنتاج في كل مكونات النسيج الاقتصادي والخدماتي، والمؤسسات، والإدارات، ومصالح الوظيفة العمومية، والقطاعات الوزارية، وقطاع التعليم بكل فئاته وأسلاكه، والجامعات، والمدارس، والمعاهد العليا، والأحياء الجامعية، ومراكز التكوين، وقطاع العدل والمالية، والصحة، والمستشفيات الجامعية، والمراكز الصحية، والمصحات، وكثير من العيادات الطبية. وأضاف البيان أن الدراسة توقفت بشكل كلي في كل المؤسسات، والمراكز، والإدارات التابعة للتكوين المهني. كما شلت الحركة في مختلف الإدارات والمصالح التابعة للجماعات المحلية في المدن، والقرى، والمداشر، وغيرها من القطاعات في مجموع التراب الوطني. وأفادت النقابات الأكثر تمثيلة، أنها توصلت برسائل التضامن الدولي والمساندة من هيآت ومنظمات نقابية دولية، على رأسها الاتحاد الدولي للنقابات، وهو أكبر منظمة نقابية تضم 180 مليون منخرط من 162 دولة، الاتحاد الدولي للصناعات، والاتحاد العربي للنقابات، والاتحاد الإفريقي للنقابات، والاتحاد العام التونسي للشغل، والفدرالية العامة لعمال إيطاليا "CGIL"، واللجان العمالية الإسبانية "CCOO"، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل في فرنسا "CFDT"، والقوى العمالية "FO"، واتحاد عمال فلسطين وغيرها. وفي انتظار أرقام رسمية من الحكومة، قال محمد مبدع، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، في حديث سابق مع "اليوم24″، إن الإضراب، الذي تخوضه النقابات الأربع، اليوم الأربعاء، ليس له ما يبرره. وأضاف مبدع أن الحكومة بدأت مشاوراتها حول إصلاح التقاعد منذ أربع سنوات، وأعلنت استعدادها لقبول كل المقترحات، التي من شأنها المساهمة في الإصلاح لكن من دون جدوى. وتابع المصدر ذاته، أنه "كان على النقابات أن تساهم في إيجاد الحلول بدل اللجوء إلى الإضراب. ومع ذلك فإن الإضراب يعبر عن مثانة المؤسسات، وجو الحرية، الذي ينعم به المغرب"، يقول مبدع.