قال عبد الرحيم العلام، الباحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري، "إن الخرجة الأخيرة لصلاح الدين مزوار، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار، لا يمكن اعتبارها دفاعا عن استقلالية القرار الحزبي كما أراد أن يوحي بذلك خلال انعقاد المجلس الوطني لحزبه، بل إنها محاولة منه لإرباك العمل الحكومي والاستعداد لفك ارتباطه مع حزب العدالة والتنمية، والنزول من سفينة بنكيران، قبل الانتخابات التشريعية. المواجهة بدأت من جديد..مزوار يقلب الطاولة مرة أخرى على بنكيران! وأضاف العلام في تصريح لموقع "اليوم 24″ تعليقا على الهجوم الأخير لصلاح الدين مزوار على بنكيران، أن حزب التجمع الوطني للأحرار لا يمكنه أن يتحدث عن استقلالية القرار الحزبي، فهو حزب خلقته السلطة في ظروف معروفة، وظل دوما طيعا وينفذ التعليمات والأوامر. وتابع العلام أن الجهات التي أوعزت لحزب التجمع الوطني للأحرار بالدخول إلى حكومة بنكيران بعد خروج الاستقلال هي نفسها التي تدفعه الآن إلى مهاجمة رئيس الحكومة فيما تبقى من أشهر قليلة في عمر الحكومة، مضيفا أن حزب الأصالة والمعاصرة سيكون هو المستفيد الأول من خرجات مزوار. وتوقع الباحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري أن لا يرد عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في غضون الأيام المقبلة، بل إنه سيدخر رده إلى الحملة الانتخابية، وحين ذاك سيعمل على مهاجمة مزوار، وكشف مؤامراته ضد حكومته. أما في الوقت الحالي فسيحاول بنكيران ما أمكن تجنب الرد المباشر على مزوار، وسيكتفي بالغمز واللمز أو إعطاء الضوء الأخضر لبعض قيادات الحزب بمهاجمته. وكان صلاح الدين مزوار، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار قد هاجم بشدة، يوم السبت الماضي، خلال انعقاد المجلس الوطني لحزب الحمامة، عبد الإله بنكيران، حيث وُصف خطابه بالعنيف وغير الأخلاقي. واتهم مزوار بنكيران بتقسيم الساحة السياسية إلى حلفاء وأعداء، كما اتهمه بتطبيق شعار الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش "من ليس معنا فهو ضدنا"، معتبرا أن هذا المنطق أشعل الحروب والفتن وقضى على دول ومجتمعات، في اتهام مبطن لحزب العدالة والتنمية بإشعال الفتنة.