شعر المواطن عبد اللطيف كروم، الذي ينحدر من مدينة وجدة، بصدمة كبيرة، عندما توجه، زوال أمس الخميس، إلى مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي الفارابي، بغرض تسلم جثة والدته كروم منانة، التي فارقت الحياة بالمستشفى ذاته، حيث فوجئ بتسليمه جثة سيدة أخرى. "عندما أخبرني أحد الموظفين، بأن هذه والدتي طلبت أن يكشف الغطاء عن وجهها لأتحقق بأنها جثتها فعلا، حينها كانت المفاجئة" يقول كروم في تصريح ل"اليوم24″ قبل أن يضيف: "عرفت أنها ليست والدتي رغم محاولتهم إقناعي بأن ملامح الشخص الميت تتغير، لأن حاجبي والدتي رقيقين وجسدها نحيف كجسدي، ولم تكن تتوفر على أسنان رحمها الله، في حين أن جثة السيدة الثانية كانت تختلف عنها كليا في الملامح". ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث كانت مفاجأة عبد اللطيف أكبر، حين علم بأن جثة والدته قد سُلمت لعائلة أخرى هي عائلة السيدة التي سلمت له على أساس أنها والدته وقامت بدفنها، وهو ما دفعه إلى إبلاغ الإدارة بأنه سيتخذ الإجراءات القانونية التي يسمح بها القانون في مثل هذه الحالات. ولذلك تقدم عبد اللطيف بشكاية أمام النيابة العامة، للوقوف على ملابسات هذا الخطأ الذي وقعت فيه المصلحة المعنية، وحتى يتمكن من استخراج جثة والدته ودفنها من جديد. في السياق نفسه، قال المندوب الاقليمي لوزارة الصحة بوجدة، إن الإدارة تتحمل جزءا من المسؤولية فيما حدث، كما أن العائلة التي تسلمت جثة والدة عبد اللطيف تتحمل المسؤولية أيضا، وفق المصدر نفسه، حيث يُفترض أن تتحقق من الجثة التي تسلمتها قبل دفنها. وعن الإجراءات التي ستُتخذ أمام هذا الوضع، كشف المتحدث في اتصال هاتفي مع"اليوم24″ أن هناك مساع لحل المشكلة حبيا، وفي حالة عدم التوصل إلى حل فإنه سيتم سلك المسطرة القانونية المعمول بها" قبل أن يضيف "على كل حال نحن أبلغنا النيابة العامة بالأمر".