بعد الإفراج عن عبد الرحمن المكاوي، الشاب الذي اشتهر ب"فاضح الزفت المغشوش"، تأكدت القوة التي صارت تتمتع بها شبكات التواصل الاجتماعي، وتأثيرها في العديد من القضايا، إذ تمكن "الفايسبوكيون" من تغيير مسار العديد منها بعد قيامهم بحملات ضغط كبيرة. ولعل أحدث هذه القضايا ملف "صفقة تأمين المحصول الزراعي"، التي نالت قسطا وافرا من انتقادات رواد العالم الأزرق، الذين لم يستسيغوا تفويت صفقة ضخمة كهذه لشركة يرتبط اسمها بوزير في حكومة عبد الإله بنكيران، هو مولاي حفيظ العلمي، الأمر الذي دفع الشركة إلى تعليق العمل بالاتفاقية. وكانت الدولة قد وقعت اتفاقية مع الشركة المذكورة، وتخص منتوج التأمين الفلاحي ضد المخاطر، وذلك في انتظار انخراط جميع الفاعلين في مجال التأمينات بالمغرب، الراغبين في هذا المنتوج استجابة للنداء الذي أطلقته وزارة الفلاحة والصيد البحري. ومن أبرز القضايا التي غير الفايسبوكيون مسارها قضية "فتاتي إنزكان"، التي هزت مواقع التواصل الاجتماعي وأثارت احتجاجات حقوقيين في الشارع بعد أن تمت متابعة الفتاتين بتهمة خدش الحياء بسبب لباسهما "الفاضح"، وهو ما لم يدم طويلا، إذ حظيت الشابتان بحملة تضامن واسعة، ضمت وزراء، وقياديين، سياسيين، فضلا عن حقوقيين بارزين، لينتهي الأمر في نهاية المطاف بالحكم ببراءتهما. ومن ضمن هذه القضايا أيضا قضية الشيخ عبد السلام الهيشو وزوجته الضريرة، اللذين قامت القوات العمومية في مدينة القصر الكبير بإخراجهما إلى الشارع، بعد أن صدر حكم إفراغ "المنزل" الذي كانا يقطنان فيه، ليصبحا متشردين في عز الليالي الباردة، وذلك بعد 73 سنة من العيش داخل البيت نفسه. شاهد أيضا * فعلها "فايسبوك" مرة أخرى..مُسن القصر الكبير وزوجته الضريرة يحصلان على شقة!-فيديو » * مأساة..عجوز وزوجته الضريرة لحظة مغادرتهما بيتهما بعد الإفراغ!- فيديو » وبعد حملة تضامن واسعة على "الفايسبوك"، تمكن الزوجان من الحصول على شقة من المحسنين، الذين تعاطفوا معهما بعد ترويج قصتهما على مواقع التواصل الاجتماعي. ضغط بعض رواد موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" ظهر بقوة ايضا موازاة مع دعوة حركة التوحيد والإصلاح، الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية، للشيخ السعودي محمد العريفي، لإلقاء محاضرة في العاصمة الرباط، الأمر الذي خلق جدالا واسعا في الموقع الأزرق، حيث ندد مجموعة من النشطاء بهذه الاستضافة، متحدثين عن العريفي أنه "يشجع على الإرهاب"، وهو ما دفع هذا الأخير إلى إعلان إلغاء زيارته للمغرب. "لتفادي أي إحراج يبقى الجلوس على الكراسي خاص بالذكور دون الإناث"، كانت هذه الجملة التي جعلت من نبيل، صاحب محل للأكلات الشعبية في مدينة سلا موضوع اهتمام رواد العالم الأزرق لأيام طويلة، بين من انتقده بسبب "التمييز" ضد النساء، ومن اعتبر أن تفكيره "متطرف" ويجب محاربته، لينتهي الأمر بإغلاق محل الشاب بعد زيارة السلطات المحلية له، بحجة أنه لا يتوفر على ترخيص لبيع المواد الغذائية.