بمناسبة اليوم العالمي لمرض السيدا، كشف صندوق الأمم للسكان عن معطيات إحصائية جديدة حول الصحة الجنسية للشبان المغاربة، خلص من خلالها إلى أن هذه الفئة أصبحت تعيش فترة عزوبة تزداد طولا ما يجعلهم يدخلون في علاقات جنسية مبكرة وغير محمية. المعطيات الإحصائية أبانت عن استمرار تفشي الجهل بالمعطيات الأولية في الصحة الجنسية والإنجابية، رغم التطوّر الإعلامي والتربوي الذي تحقّق منذ فترة طويلة. 53 في المائة من الفتيات المغربيات فوجئن، حسب الصندوق، بأول عادة شهرية في حياتهن. جهل لا يمنع معطيات الصندوق من كشف وجود تجارب جنسية مبكرة لدى الشباب، حيث تقول دراسات الصندوق إن أول علاقة جنسية عند الشبان الذكور تكون في سن 16 سنة، فيما يعتبر سن أول علاقة جنسية عند الإناث هو 18 سنة. مظهر آخر من مظاهر الجهل بشروط الصحة الجنسية والإنجابية، يتمثل حسب المعطيات التي كشفها الصندوق، في كون 15 في المائة من الشبان المغاربة لا يعرفون أي نوع من أدوات منع الحمل؛ وتتضاعف هذه النسبة من الجهل في صفوف المنحدرين من أسر فقيرة. وفيما تبدأ التجارب الجنسية في صن مبكرة، يقول الصندوق إن سن الزواج يرتفع أكثر فأكثر، مما يجعل المدة الفاصلة بين أول تجربة جنسية والزواج، تمتد إلى 14 سنة بالنسبة للذكور، و8 سنوات بالنسبة للإناث. ويتجلى انعكاس الجهل بمبادئ الصحة الجنسية والإنجابية، في كون 12 في المائة من الفتيات اللواتي أقمن علاقات جنسية في عمر ما بين 15 و24 سنة، تعرّضن للحمل غير المرغوب فيه، مما يؤدي بهن إلى اللجوء التلقائي إلى الإجهاض، والذي يعتبر حسب معطيات نسبها الصندوق إلى منظمة الصحة العالمية، إلى 11 في المائة من حالات وفيات الأمهات. أما الانعكاسات الخطيرة للجهل بالصحة الجنسية والإنجابية لدى الذكور، فتتمثل في كون 60 في المائة من الشبان الذكور يتردّدون على عاملات الجنس، ورُبع هؤلاء لا يستعملون أي وسيلة للحماية من الأمراض المتنقلة جنسيا. وفيما يظل انتشار مرض السيدا محدودا في المغرب، إذ لا يتعدى نسبة 0.1 في المائة من مجموع السكان، فإن خطورته تتمثل في تركّزه الكبير في أوساط فئات محدودة، وهي بالدرجة الأولى عاملات الجنس، حيث تقول إحصائيات الصندوق إن 2.5 في المائة منهن مصابات بمرض فقدان المناعة المكتسبة. وفيما تعتبر العلاقات الجنسية بين الذكور من بين أهم أسباب الإصابة بالمرض في جهة سوس، تقف المخدرات وراء عدد كبير من الإصابات المسجلة في الجهة الشرقية للمغرب. وتستفحل انعكاسات غياب الوعي بالصحة الجنسية والإنجابية، حيث تكشف الإحصائيات عن أن غالبية المصابين بمرض السيدا، لا يعرفون ذلك.