لم يستطع رئيس مجلس مدينة الرباط إكمال جدول أعمال الدورة العادية للمجلس، التي انعقدت، مساء اليوم الجمعة، حيث كان مقررا أن يجيب الرئيس محمد الصديقي عن أسئلة مستشاري الأغلبية والمعارضة. ومباشرة بعد طرح فريق العدالة والتنمية بمجلس المدينة سؤالا يتعلق بمشاريع "مدينة الرباط عاصمة الأنوار"، طلب أعضاء فريق حزب الأصالة والمعاصر ة نقط نظام من أجل إحاطة المجلس بما اعتبروها مشاكل حقيقية، يتخبط فيها المواطنون في عاصمة المغرب، الشيء الذي رفضه عمدة المدينة، مبررا الأمر بكون النظام الداخلي للمجلس لا ينص على ذلك، طالبا من أعضاء "البام" التقدم بنقط نظام في إطار تسيير الجلسة فقط. مستشارو البام يطالبون بإقالة كاتب مجلس الرباط بسبب تدوينة فايسبوكية ورفض مستشارو حزب الأصالة والمعاصرة تبريرات الرئيس، حيث أصروا على ما وصفوه ب"حقهم الشرعي في الحديث عن مشاكل المدينة وهمومها"، متهمين الصديقي ب"محاولة إخراس أصواتهم" وب"الفشل" في تسيير شؤون المدينة. من جهته، طالب عمدة الرباط مستشاري حزب الأصالة والمعاصرة بتسليم مكبر الصوت إلى باقي ممثلي الفرق الأخرى من أجل طرح أسئلتهم واستكمال النقاش، الشيء الذي لم يستجيبوا له. وبعد فوضى عارمة داخل قاعة البلدية، التي احتضنت الدورة، زاد من حدتها وجود بعض شباب الأحياء الهامشية، الذين ظلوا يصفرون، ويرفعون أحيانا شعارات ضد بعض مستشاري المجلس، والتصفيق لصراخ آخرين، توجه رضى بنخلدون، رئيس مقاطعة أكدال، والمستشار الجماعي بمجلس المدينة نحو محمد الصديقي، عمدة المدينة ناصحا إياه برفع الجلسة إلى دورة لاحقة، وهو ما استجاب له الرئيس، معلنا ذلك بقوله "في ظل عدم وجود الأجواء المساعدة على إتمام هذه الدورة، أعلن رفع الجلسة". وفور انتهاء الجلسة تبادل مستشارو الأغلبية والمعارضة الاتهامات فيما بينهم، محملين بعضهم البعض مسؤولية عدم إتمام الجلسة. وحملت الباتول الداودي، منسقة فريق حزب الأصالة والمعاصرة بمجلس مدينة الرباط، في تصريح لموقع "اليوم 24″، عمدة المدينة مسؤولية عدم اتمام الجلسة، مضيفة أنه سطا على حق المعارضة في مناقشة المشاكل الحقيقية، التي تهم مواطني مدينة الرباط. وأضافت الباتول الداودي أن عدم سماح الرئيس بمناقشة قضايا المواطنين مثل مشكلة النظافة، وغيرها من المشاكل الآنية، ليس إلا مظهرا من مظاهر المحاولات المتكررة من أجل إخراس صوت المعارضة. من جهته، قال هشام لحرش، عضو فريق مستشاري حزب العدالة والتنمية، في تصريح لموقع "اليوم 24" إن مستشاري الأصالة والمعاصرة "جاؤوا،اليوم، من أجل إحداث الفوضى فقط"، مبرزا أن ما طالبوا به "غير مدرج" في جدول الأعمال، كما أن النظام الداخلي للمجلس "لم ينص على الإحاطة، التي عرقلوا بسببها إتمام دورة المجلس".