أطلق فريق "Marocpédia"، أول موسوعة تضامنية في المغرب بأربع لغات هي العربية، والفرنسية، والإنجليزية، والأمازيغية، قصد تسليط الضوء على غنى وتنوع الثقافة المغربية. هشام البقالي، عضو في فريق ماروكوبيديا، قال في حديث مع "اليوم24″، إن فكرة إطلاق أول موسوعة تضامنية بالمغرب، نابعة من تساؤل بسيط :"ماذا سنعلم الأجيال المقبلة؟"، موضحا أن الثقافة المغربية معروفة بكونها شفوية أساساً، مما يعرضها إلى خطر الاندثار لذلك ف"ماركوبديا، هي موسوعة وشبكة اجتماعية في الوقت نفسه، حيث إن كل مستعمل، يستطيع من خلال حسابه أن يدخل أي محتوى يتعلق بالتراث الثقافي لمنطقته" يقول البقالي. وأضاف المتحدث نفسه، أن فريق العمل يضم عددا من الشباب المتطوع، الذي يعمل بتعاون مع الجمعيات الناشطة في كل مناطق المغرب: "هذه الجمعيات، حلقة وصل بيننا وبين السكان. فبحكم معرفتها للمنطقة وتراثها، تساعدنا على إيجاد التراث المغربي الأصيل والمنسي وتصويره، والهدف من الموقع هو إعطاء الفرصة للشباب خصوصاً، لاكتشاف المغرب بعيون جديدة، والتعرف على تراث أجدادهم"، يشرح عضو فريق ماروكبديا. وحسب بيان للفريق، يتوفر "اليوم24" على نسخة منه، فإن فكرة إنشاء موسوعة تضامنية مجانية، "نبعت من رغبة قوية في معرفة أصولنا، واكتشاف بلدنا بكل ما يميزه، والتفكر في كل ما يشكل المخيال الجماعي المغربي"، وأيضا "لأن جيلنا هو آخر جيل مرتبط بالماضي، وجب علينا جميعاً استثمار تراث أجدادنا، والحفاظ عليه حتى تتمكن الأجيال المقبلة من التطلع عليه وتمريره بدورها من جيل إلى آخر"، يقول البيان . وتتميز الموسوعة بكونها شبكة اجتماعية تضامنية، ترتكز على الانتاج التشاركي للمحتوى. فهي تدعو كل مستعمل إلى كتابة تعاريف حول جهته، ومدينته وتراثها الثقافي. ومن خلال توفير معلومات مجانية حول جل الفاعلين الثقافيين في المغرب، فهي تطمح إلى خلق روابط بين المستعملين وهؤلاء الفاعلين، وذلك في ستة أبواب: التاريخ، والشعب، والصناعة التقليدية، والموسيقى، والطبيعة، وكذا العالم الجمعوي. وتقدم Marocopédia مستويين من التعاريف، الأول شفوي، يشتمل على كل التعاريف المتداولة شفوياً، كالقصص والخرافات المتوارثة جيلاً بعد جيل، والثاني معجم علمي يتضمن تعاريف ومعلومات تستند على مراجع أكاديمية، أو مدرجة من طرف باحث في مجال معين، ذلك أنه ومن خلال تعاريف ذات بعدين، تهدف موسوعة Marocopédia إلى "إعطاء نظرة شاملة ومكتملة للتراث الثقافي المغربي تمكن من الفهم الصحيح للهوية المغربية". الموسوعة ليست مكتوبة فحسب، بل تحتوي كذلك على صور وفيديوهات "تمكن من فهم أحسن لخصوصية كل منطقة". وتقدم Marocopédia اليوم أكثر من 100 فيديو، وتضم أكثر من 300 تعريف مكتوب ومصور، وما يزيد عن 500 عضو مسجل بالموقع، وأكثر من 50 مدينة، و31 قرية مدرجة في الخريطة التفاعلية في الموقع. ومنذ اطلاقه في يونيو الماضي، توافد على الموقع أكثر من 12000 زائر، بمعدل 300 زائر في اليوم. أما على "فايسبوك" فسجلت صفحة Marocopédia أكثر من 32000 مشاهدة، وحوالي 2900 عضو.